تحديد الأسنة في الذب عن السنة
(0)    
المرتبة: 52,327
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:إن من أعظم النعم التي أمتنّ الله تعالى بها على هذه الأمة؛ أن خصّها ببعثة خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولقد أعظم الله تعالى قدر هذا النبي الكريم بأنخصه بمناقب عديدة، وأمدّه بفضائل مديدة، وفرض الإيمان به والصلاة عليه، ونبّه على علوّ شأنه لديه، وخصّ على ...الإقتداء بهديه، وأمر بإمتثال أمره ونهيه، وجعل طاعته من طاعته، وإتباعه سبيلاً ونيلاً لمحبته ومغفرته.
وقد جعل الله تعالى ناصية التوفيق من كان الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وذاق حلاوة الإيمان، وأشرف على مشارف الإحسان، وهذا الحب كما هو عاطفة حياشة تملك على المحبّ الصادق قلبه وتأسره وتأخذ بلبّه، فإنه كذلك إرتباط سلوكي، تظهر ثمرته على الجوارح إستقامة وإمتثالاً وطاعة وإتباعاً فطرياً وطوعياً، في جميع أقواله وأفعاله، وأحواله، ومصادره، وموارده، وحركاته وسكناته، حتى في هيأة أكله، وقيامه، ونومه، وكلامه، وكل شأن من شؤونه، أو أدب من آدابه.
قال الحارث المحاسبي في كتاب "القصد والرجوع"؛ وعلامة محبة الله عزّ وجلّ إتباع مرضاة الله تعالى، والتمسك بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا ذاق العبد حلاوة الإيمان، ووجد طعمه، ظهرت ثمرة ذلك على الجوارح إلى طاعة الله تعالى، فحينئذ يدخل حب الإيمان في القلب كما يدخل حب الماء البارد الشديد برده في اليوم الشديد الحرّ للظمآن الشديد عطشه، فيرتفع عنه تعب الطاعة لاستلذاؤه بها؛ بل تبقى الطاعات غذاءً لقلبه وسروراً له، وقرّة عين في حقه، ونعيماً لروحه، يلتذ بها أعظم من اللذات الجسمانية، فلا يجد في أوراد العبادة كلفة.
ونُقل عن القشيري في رسالته عن سعيد بن عثمان قال: سمعت ذا النون المصري يقول: من علامات المحبّ لله عزّ وجلّ متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره ونواهيه؛ وحول محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع سننه وتعظيمها والذبّ عنها والدعوة إلى إحياء ما مات عنها.
يأتي هذا الكتاب الذي يعدّ مؤلفه الشيخ أبو المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني جبل السنّنة، والذي فيه ذكر فيه تفاريع قيّمة حول السّنة ودقائقها، بحيث يعدّ من أعظم ما ألُف في هذا الباب وأسع ما صنف فيه، وقد ألّفه جواباً عن سؤال حول فرع خاص متعلق بشأن الوفرة، إلا أنه تناول كذلك الفرع الخاص من منطلق عام، وهو الذبّ عن السنّة والدعوة إلى إحيائها، وقد رتبه على بابين ومقدمة وخاتمة.
أما المقدمة فضمّنها تنبيهات، وأما الباب الأول فخصه للحديث عن توفير الشَعْر وسيِّه الوفرة، وأما الباب الثاني فخصه لحكم الحلق لمن يتضرر بتركه، كما تحدث عن مشروعيته حلق رأس التائب كما عند بعض الطرق الصوفية، وعن هل لذلك أصل من السُنّة أم لا، متعقباً من رجح أفضلية الحلق على توفير الشعر، ثم بيّن بعد ذلك من يكون حلق الرأس مكروهاً؛ وأما الخاتمة فقد ضمنها عدة فصول.
والحقيقة إن الكتاب هو من الأهمية بمكان، فقد أطال فيه المصنف النفس وهو يتناول قضاياه ومباحثه، ناثراً في ثنايا ذلك كله مباحث نفيسة فقهية أصولية وتفسيرية وحديثية مصوفية... إلخ، يبسط فيها المسائل بسطاً... بسط المتمكن من أزِمّة العلوم جميعها، مرجحاً ما يقتضيه الدليل الصحيح والنظر الصريح، ومتعقباً كلام المخالف، ومنتقداً أصوله ومستنداته، بما يدل على علوّ كعب الرجل في العلم والمعرفة.
ونظراً لأهمية الكتاب فقد تم الإعتناء به من خلال تحقيقه، وقد جاءت عملية التحقيق على النحو التالي: 1-إعتماد المحقق في ضبط نص الكتاب على نسخة من مصورات مكتبة العلامة الدكتور الشهيد علي بن المنتصر الكتاني، التي ناوله إياها نجله الدكتور حمزة بن علي الكتاني، وهي من مصورات الخزانة العامة بالرباط، المكتبة الوطنية حالياً، 2-تفقير الكتاب إلى فقرات واضعاً عناوين لها، 3-وضع مقدمة دراسية للكتاب، 4-تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، 5-تقديم ترجمة موجزة للإعلام والمشاهير، 6-إيضاح ما ورد في النص من غموض أو إبهام، 7-التعليق على ما ورد في الكتاب من مسائل علمية وإبداء الرأي فيها، 8-توثيق المادة العلمية بعزوها إلى مظانّها ومصادرها، قدر الإمكان.نبذة الناشر:إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مفتاح باب الوصول، وسبب نيل السول، فلا سبيل إلى سلوك مدارج الإيمان، واستشراف مراقي الإحسان إلا بشهود واسطيته صلى الله عليه وسلم: "إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط"... إقرأ المزيد