نوستوس ؛ حكاية شارع في بغداد
(0)    
المرتبة: 59,052
تاريخ النشر: 06/10/2012
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إحدى المسكنات في الغربة إجترار الذاكرة وخزينها النقي الجميل الأصيل، يقويها محاولة إستكشاف ميادين جديدة والبحث عن جميل وأصيل في مكان وزمان آخر.
ولكن يبقى الحنين متقداً للوطن الأم، وتبقى في الذاكرة تلك الصور وتلك المشاهد وتلك الأحاديث لذاك الزمن الجميل يستعيدها معاذ الآلوسي الذي كان من أوائل من فضل ...الغربة القاسية والهجرة في أوائل السبعينيات.
فقد كانت الهجرة حينها أقسى بكثير من هجرة هذه الأيام، فبغداد لم تكن طاردة لمجموع أهلها كما هي الآن، وإنما للبعض من أهلها فقط، والمتجذر منهم كان يعاني أكثر من غيره، فغربته تزداد قسوة وألماً فيما وضعها في وجدانه يوصل صراع ذكرياته المنفصة، محطاته كانت بيروت وأثينا وأهلها.
أما الآن، فهو متوحد، مقيماً في قبرص، وليس منعزلاً... إذ أنه جعل في هذه الأوطان أوطاناً يحنّ إليها... هي أوطانه مع ترجع خاص، فبيروت التي غادرها في عدد من المرات بسبب حروبها العبثية، هي الخالة الحنون، والخالة الحنون كثيراً ما تحاول في حنانها تعويضه في فقدان وطنه، تنجح أحياناً وتفشل أحياناً حسب التجربة، لكن في العمق هناك الأم: بغداد التي لا يعوضه شيء عنها.
في سيرته هذه يركز معاذ الآلوسي على المشكلة العراقية، ومجمل أوجه الثقافة العراقية وفي قيمتها العمارة، ولأنه معماري، فقد عمد إلى تقييم الممارسة المعمارية، ولا سيما مشروع تطوير الكرج الذي عمل به، مسترجعاً تلك الأيام المتعبة التي سكت فيها الناس وهم غير مصدقين ما يحدث لهم.
وهنا كان لا بد له من نظرة نقدية وهو يقول في هذا: "ليس النقد غير اسم آخر لكشف ما جرى لنا بصدق وأمانة بعيداً عن الغرور والتعالي" ومنجنباً الإتهام السهل العشوائي، يرى أن الأهم هو أن يستقيم الدرب، وينقذ العراقيون أنفسهم من السقوط في أوحال الإبتذال والوسطية غير النافعة، خاصة في مجمل الثقافة العراقية.
في هذه السيرة أحداث ذات صلة بالحركة المعمارية في العراق، وهي مترابطة مع مجمل الأحداث الثقافية التي تشكل جوهر المجتمع في المدينة... وإلى هذا فهو يدرك أكثر من ذي قبل كونه وريث بغداد الحاضرة الفريدة... تلك الحاضرة التي عاشها بالكامل، وكان شاهداً، وفي بعض الأحيان صامتاً مجبراً... وفي أحيان أخرى فاعلاً وناطقاً، منتقداً وبأس في أكثر الأحيان، مستشرفاً بعض الشيء على ما ستؤول إليه أمور المدينة ذاتها، من تحكم الطبالين والمتهافتين بمصيرها.
وبعد ذلك كله... تبقى بغداد الساكنة في وجدانه... ففي أول مارس/ أيار 1989 هبط معاذ الآلوسي متغرباً خافض الجناحين في جزيرة الحرب... في جزيرة ليماسول... وما حال في خاطره هو "ديار بحجم طاولة العمل والقراءة يمكن أن تكفي! بغداد ستكون معي حتماً"... ويشهد على ذلك عنوان الكتاب "نوستوس" المبرر بإشكاليتي كعراقي متغرب.
إنها كلمة يونانية قديمة تعني الحنين إلى مسقط الرأس.. ولعل عنوان يلخص التناوب ما بين تغربه وحينه، الخروج والعودة من دونما أمل... أمل بالعودة... إنه يضم اسم مسقط رأسه وحركة خروجه منه وحنينه إليه… إقرأ المزيد