تاريخ النشر: 06/07/2012
الناشر: دار أزمنة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:(على أهبة الحلم) مجموع قصص قصيرة للكاتبة "هيفاء أبو النادي" تبدو لأول مرة وهلة مقتصدة جداً ومتقشفة في مفرداتها وقاموسها اللغوي، ولكنها غنية ومكتنزة في دلالاتها ورموزها ومضامينها الساخرة التي تتجاوز المشكلة وتتسيَد عليها. هذا ما يلمسه القارئ في معالجة الكاتبة للواقع المعيش وللشخصيات التي أنتجها هذا الواقع عبر ...رسمها المتدرج، الهادئ، والسلس، والمؤدي إلى قوة الإقناع ببساطة التسلسل منذ الحملة الأولى لكل قصة.
ترتكز قصص المجموعة على موضوعات حميمة ذات صلة مباشرة بعوالم المرأة وشؤونها، دون أي محاولة لتزينها بمفردات منمقة من خارج السياق الواقعي للحياة، ففي قصة (امرأة عاصية) ترصد الكاتبة حياة اللهو والمجون لدى المرأة التي استساغت هذه الحياة دون أن يستطيع الابتعاد عنها، "نحن مجموعة من النساء اللاتي لم يجدن طريقاً آخر في الحياة غير هذا الطريق. لم تشفع لنا أعمارنا بالتخلي عن مهنتنا، رغم محاولاتنا الكثيرة، فعلى الرغم من كلَ شيء، لا زلنا نحمل قلوبنا فينا ونحلم بالخلاص كما تحلمون أنتم، لكنَ الفرق بيننا وبينكم هو أن خلاصنا حلم لا نقوى على تحقيقه(...) الحياة لديَ تماماً كما هي لديكم: مسألة اختيار..." وهذا يعني أن جميع البشر يبحثون عن لحظة خلاص. أو تحرر للذات، ولكنه شيء يبقى (على أهبة الحلم) من دون أن يتحقق وهذا ما أرادت التعبير عنه هيفاء أبو النادي.
يضم الكتاب (12) قصة قصيرة إضافة إلى ثلاث قصص قصيرة جداً أفردت لها الكاتبة القسم الأخير من الكتاب هي: مسينجر، وإنفلونزا، وقرار. أما القصص، فكانت على التوالي: أصدقاء، فرح، خيانة، قف.. ممنوع المرور، مساواة، انتحار فردي، شوكولا، رسالة مقتضبة، الزهور لا تحترق، تجاعيد حمل كاذب، أيقوته الحب، امرأة عاصية.نبذة الناشر:حال وصولها إلى الركن، الذي غالباً ما يكون لها، تغضُّ بصرها. تغلق عينيها وتتلمس طريقها عبر هواء الصباح النديّ. تعدُّ خطواتها حتى تصل إلى الرقم خمسة ثم تقف عند «قف»، وبكل ثقة تفتح عينيها وتنتظر. اعتادت أن تقف على ناصية الشارع الموازي لمنزلها، ترتكز قدمها اليمنى على شاخصة «قف»، وتتعامد معها اليسرى لتشكلا معاً زاوية قائمة لا تعترضها سوى حقيبة يدها البيضاء المتأرجحة بينهما. تعدِّل نظارتها، وتمسّد حاجبيها، وتعِدُ نفسها بحمّام ساخن فور عودتها من العمل.
حال وصوله إلى الركن، الذي غالباً ما يكون له، يفتح عينيه على وسعهما. يدقُّ الإسفلت بحذائه الإيطالي اللامع. ينظر إليه طيلة مسيرته، ولا يضيِّع وقته إلا بإحصاء خطواتها على الجانب الآخر من الطريق. يقف عند شاخصة «ممنوع المرور» الملتوية فـي منتصفها، ربما لتحتضن ظهره المرتخي حين يرتكز عليها. يصنع من بريق عينيه خيطاً دائريّاً مرة، ومستقيماً مرة أخرى. يمدُّه صوب عينيها المختفيتين خلف ضباب عدستين، ثم لا يلبث أن ينقطع الخيط باكتظاظ الشارع بالسيارات القادمة من الجهتين. إقرأ المزيد