تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الوحدة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:لم يكن بريجنسكي، مستشار الرئيس الأميركي السابق كارتر للأمن القومي يبالغ عندما أطلق على الشرق الأوسط مصطلح "هلال الأزمات" فمن طرفه الشرقي، أفغانستان، إلى طرفه الغربي، المغرب والصحراء الغربية، مروراً بإيران وفلسطين ولبنان ومصر والسودان وتكاد أخبار هذه المنطقة التي تضج بالحروب والاضطرابات والأحداث والمفارقات، تحتكر عناوين الصفحات الأولى ...في الجرائد وسائر الإعلام، وتستأثر باهتمام المسؤولين والناس العاديين على حد سواء.
وما كان الشرق الأوسط ليتحول هلالاً للأزمات ومدار للاهتمامات لولا عوامل ثلاثة، بالغة الأهمية وشديدة التأثير على عالمنا المعاصر، إنها الموقع الإستراتيجي، والنفط، ويقظة الإسلام السلفي. فللشرق الأوسط موقع استراتيجي ذو مرايا فهو ينطوي على بحرين: المتوسط والأحمر، وثلاثة مضائق: جبل طارق ويرزخ السويس وباب الهندي، ويحيط به محيطان: الأطلسي والهندي. الشرق الأوسط، بعد، هو مهد يقظة الإسلام السلفي المتمثل في مجموعة في الحركات المتطرفة المتفرقة في سلفيتها وعنف ممارستها، وابرزها الإخوان المسلمون في الخمسينات أن ينفذوا إلى السلطة في مصر، غير أنهم خسروا المعركة أمام التيار القومي الثوري المعقود اللواء، آنذاك، لجمال عبد الناصر وإذا كان التيار الإسلامي المتطرف قد نجح في أزالوا أنور السادات من واجهته النظام المصري فإن قدرته على إزاحة النظام ذاته تبقى موضوع تساؤل أما في إيران فإن ثمة ثورة إسلامية سلفية تعصف بالبلاد منذ نيف وسنتين وتحاول وسط صعوبات وتحديات أن تواجه في آن حرباً أهلية في الداخل، وحرباً نظامية مع العراق المجاور، وانتفاضة متصاعدة لأقليات قومية في شمال غربي البلاد ووسطها وجنوبها.
هذه العوامل الثلاثة في أبعادها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية يتناولها المؤلف بالبحث والتحليل والنقد وإذا كان الكتاب يركز على عامل النفط أكثر من غيره خلافة شديد الأهمية من جهة ومتداخل مع غيره من العوامل من جهة أخرى، أما العامل الثالث يقظة الإسلام السلفي، فقد عرض له المؤلف من خلال أحداث إيران في بدايتها وفي جذورها، ولكنها استنكف عن إطلاق أحكام بشأنها كونها ما زالت تتفاعل على نحو يصعب التكهن مما ستؤول إليه من نتائج. إقرأ المزيد