أعلام الفلسفة ؛ حياتهم ومذاهبهم
(0)    
المرتبة: 214,951
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:خلق الإنسان إنما ليكون كائناً حضارياً، لنشئ مجتمعاً به العلم والفكر والدين والأخلاق والآداب والفنون إلى جانب الصنائع اليدوية المختلفة، والحضارات الشرقية القديمة إنما الدليل على ذلك.
وإن الباحث ليرى وبصورة أدق بأن الفكر الفلسفي إنما يمثل نقطة البدء في أي حضارة، فلا حضارة بلا رؤية جديدة ومنهج جديد، وصانعوا ...ذلك إنما هم الفلاسفة، وإذا كانت الفلسفة تضع الحجر الأول في بناء الحضارة الجديدة، فإن الجمود والتمجر الفكري يكون بمثابة المسمار الأول في نعش الحضارة، فحينما يطرح السؤال عن أسباب إنهيار حضارة، ينبغي العودة دائماً إلى الجذور الفكرية لذلك.
وسيتبين بأن ذلك يعود إلى نضوب معينها الفكري، فحينما يتحول المفكرون من فلاسفة مبدعين إلى حواريين وحفاظ ومرددين، ينضب معين التجديد، فإذا نظر الباحث إلى بدايات الإنهيار فيما سبق من حضارات: المصرية القديمة، اليونانية، الإسلامية، الأوروبية... فقد نضب معين الحضارة المصرية القديمة حينما لم تستطع أن أخناتون جديد.
أما الحضارة اليونانية فقد خبت عندما لم تستطع أن تأتي بأرسطو آخر واكتفت بأن عاشت على أمجاد عسكرية حققها الإسكندر الأكبر ومات قبل وفاة أرسطو بعام... وحتى حينما حاول بعض فلاسفتها وعلمائها التجديد مثلما حدث على يد أبيغور وكريسبوس من الفلاسفة أو على يد أريستارخوس من العلماء كان جنود الجمود أقوى لأنهم توقفوا عند مرحلة أرسطو وظنوا أنه قدم لهم كل ما يجب أن يتمسكوا به وليكتفوا بالشرح والتحليل والتعليق والتلخيص وإن ضاقوا قليلاً بما قدمه أرسطو كانوا يضيفون عليه القليل مما أبدعه أفلاطون في محاولة للتوفيق بينهما...
ونفس الحال تجدها في الحضارة الإسلامية، إذ يتم التأريخ لبداية نهاية عصرها الزاهي بتوقف التجديد والعطاء الفكري، حينما اكتفى السلفيون بفكر الغزالي المتمثل في تهافت الفلاسفة وإحياء علوم الدين، وقاموا يهيلون التراب على كل جديد أسماه العقل، فكانت حربهم الشعراء ضد العقل وحرية الفكر هي بداية النهاية، فكانت نكبة ابن رشد وإحراق كتبه في القرن الثاني عشر دليلاً على أن الأمة لم تحتمل جرأة الفيلسوف وعبقرية الفكرة.
ولم يفلت من ذلك الجمود والخواء إلا ابن خلدون في القرن الرابع عشر، فقد جاءت عبقريته الفذة على غير موعد، فقد كان كالعملاق وسط قبيلة من الأقزام - على حدّ تعبير سارتون في مقدمة لتاريخ العلم... وكم من مرة هوجم ابن خلدون وخلعوه من عمود تدريسه بالأزهر، كما خلعوه أكثر من مرة من منصبه كقاضي للقضاة.
لقد كانت بداية النهاية إذن حينما بدأ الأجداد بالميل إلى الترديد ورفض الجديد، وبدأو يوجهون جهودهم فقط إلى الشرح والتلخيص دون الإبداع والتفرد، وفيما قاله الفقهاء القدامى دون محاولة للإجتهاد، وكذلك لن تنجو الحضارة الأوروبية الحديثة من ذلك المصير بما تحاول أن تدخله من تجديدات فكرية على نظرياتها الأساسية سواء لدى الرأسمالين أو لدى الماركسيين...
الحضارة الغربية أصبحت الآن تواجه مصير سابقاتها من الحضارات ومصير الإنهيار، فقد كشفت فلاسفة التاريخ المعاصرون عن ملامح ذلك الإنهيار.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله تقديم أعلام الفلاسفة عبر التاريخ لإغناء فكر القارئ بما أبدعوه، وقد شمل ذلك فلاسفة جميع الحضارات فكان هناك حديث عن الفلاسفة الشرقيين من مثل (أخناتون) لفيلسوف (وكونغوشيوس)، وأما الفلاسفة اليونانيون فقد تضمن ذلك الحديث عن فيلسوف التنوير اليوناني (بروتاجوراس) ثم (سقراط) و(أفلاطون) و(أرسطو).
وأما ما يخص الحضارة الإسلامية وفلاسفتها المبدعين، فقد فإن هناك حديث عن الفارابي وأصالته السياسية والغزالي وأسلمته المعرفة وابن خلدون وفكرة العصبية.
وبما يخص الحضارة الأوروبية وفلاسفتها ثم تناول الفلاسفة الغربيون المحدثون وإبداعاتهم الفلسفية من مثل: ميكافيللي... (الأمير) بيكون (الأوهام الأربعة) ديكارت وشيطان الشك، جون لوك والليبرالية الحديثة، فولنير والتنوير، روسو العقد الإجتماعي، كانط ونقد العقل هيجيل وعقلانية التاريخ، وأخيراً وبالإضافة إلى الفلاسفة الغربيين المحدثين كان هناك حديث حول الفلاسفة الغربيين المعاصر وشمل ذلك ماركس ونظريته في المادية التاريخية ثم إشنبجلر وفلاسفته حول بيولوجية الحضارة. إقرأ المزيد