شرح البديعية المسماة بالفتح المبين في مدح الأمين
(0)    
المرتبة: 147,470
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار رند للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:المؤلفة هي العالمة الفاضلة والشاعرة الكبيرة عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الدين الباعونية الدمشقية، والتي تُكَنّى بأم عبد الوهاب، أو بأم عبد الهادي الباعونية الدمشقية، وتعرف ببنت الباعوني.
ولدت الشاعرة الباعونية بعيد عام 860هـ في مدينة دمشق، وفيها عاشت طفولتها وسني شبابها ودراستها، وحفظت القرآن الكريم في الثامنة ...من عمرها، ثم أخذت تعمّق ثقافتها الفقهية والعربية على أشهر علماء عصرها، وكان في مقدمة شيوخها والدها الشيخ جمال الدين يوسف بن أحمد الباعوني، والشيخ جمال الدين إسماعيل الخوارزمي، والشيخ محيي الدين الأرموي.
وقد أقامت طيلة حياتها في دمشق، إلا أنها غادرتها في رحلتين الأولى إلى القاهرة سنة 919هـ واستمرت ثلاث سنوات، والثانية إلى حلب 922هـ، وقابلت خلالها السلطات قانصوه النوري، وهو في طريقه لمواجهة العثمانين.
وتنتمي هذه الشاعرة إلى أسرة محبة للعلم، ونشأت في جوٍّ علمي، فاكتسبت ثقافتها الدينية، وطوّرت موهبتها الشعرية، وكان من الطبيعي أن تتجلى في أشعارها الوجهة التي سلكتها، وصارت بحق أهم شاعرة في العصر المملوكي.
وقد كانت الشاعرة بنت عصرها، وممثلة صادقة للثقافة السائدة، لذلك التزمت أساليب النظم التي كانت دارجة في ذلك العصر، واستهوتها الصناعة البديعية التي كانت تسيطر على شعر تلك الحقبة، فكانت قصائدها تقليدية مجارية للسائد؛ موضوعاً وأسلوباً، ثم تثقفت بعلوم عصرها، وأتقنت فنون البديع التي كانت تسيطر على الساحة الأدبية، فبدعت في التأليف حول هذا الموضوع.
كما برعت في النظم، تاركة مجموعة من المؤلفات؛ يغلب عليها طابع التصوف، وشعرها صدى لشخصيتها وفكرها وأدبها، هذا ويبدو من النصوص التي أوردها مؤرخو عصرها أنها وضعت مؤلفات عدّة، أغلبها شعر، وهو شعر صوفي، وقفته الشاعرة الباعونية على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن أشهر تلك المؤلفات ديوانها المسمّى "فيض الفضل"، "وذكر دارسو الديوان أنه يحتوي مجموعة من القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، تحمل العناوين التالية: 1- بديع البديع في مدح الشفيع، 2- الفتح المبين في مدح الأمين (الذي بين يدي القارئ)، 3- فتوح الحق في مدح سيد الخلق، 4- القول الصحيح في تخميس بمروة المديح، 5- لوامع الفتوح في أشرف ممدوح، 6- نفائس الزر في مدح سيد البشر.
ويرى الدارس أن عناوين القصائد تدل على مضامينها من جهة، وعلى تأثرها بروح العصر، من جهة أخرى، فقد التزمت السجع في كامل هذه العناوين.
وما يهم من بين هذه المؤلفات بديعيتها التي هي بين يدي القارئ في طبعتها هذه مع شرحها والتي جاءت تحت عنوان "الفتح المبين في مدح الأمين"، وقد سلكت الشاعرة في ذلك طريق عدد من شعراء البديعيات وعلماء البديع الذين سبقوها كصفيّ الدين الحليّ، وعز الدين الموصلي، وابن حجة الحموي، الذي كانت شديدة التأثر به.
وبديعية الشاعرة الباعونية هذه إنما تمثل نموذجاً حيّاً للقصيدة البديعية في شكلها الأرقى، فهي قصيدة طويلة على البحر البسيط وروَيٌّ الميم المكسورة، وهي تلتزم إيراد نوع من أنواع البديع في كل بيتٍ منها، ومضمونها مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بلغت أبيات بديعيتها مئة وثلاثين بيتاً، حشدت فيها مئة وثلاثين نوعاً من المحسنات البديعية، وسارت في ذلك على خطى ابن حجّة الحموي.
كما أسلفنا، حيث لم تسمِّ النوع بعد البيت كما فعل آخرون من شعراء البديعيات، وإلى ذلك أشارت في مقدمة شرحها عندما قالت عن بديعيتها: "مُطّلَقَةٌ من قيود تسمية الأنواع، ثم عمدت إلى الشرح الذي وضعته في فترة نظم القصيدة".
وهي تقول في المقدمة "واستخرت الله تعالى بعد تمام نظمها وثبوت اسمها في شرح، تروق الطالب موارده، وتعظم عند المستفيد فوائده وهو أن أذكر بعد كل بيت حدّ النوع الذي بينته عليه، وأقرّ شاهده، فإن ذلك مما يُنْتَقَرُ إليه، وأنحو في ذلك الإختصار، ولا أخلّ بواجب، وأنبّه على ما لا بدَ منه قصداً لنفع الطالب" [...].
وتأتي قصيدتها هذه في هذه الطبعة محققة، وجاء عمل المحقق على الوجه التالي: 1- نسخ المحفوظة عن النسخة الجيدة، ثم معارضتها مع المطبوعة، 2- مقابلة النصوص المقتبسة مع المصادر التي أخذت عنها المؤلفة، 3- ضبط النص ضبطاً تاماً شعراً ونثراً، 4- تخريج النصوص المقتبسة والشواهد الشعرية والآيات القرآنية والأحاديث والأمثال، 5- الحاق هذا العمل بالنص الكامل لبديعيات عديدة لمشاهير الشعراء الذين نظموا في هذا الميدان، 6- وضع فهارس تفصيلية في آخر الكتاب. إقرأ المزيد