من النقد التطبيقي ؛ قراءات تحليلية ناقدة في أدب الجاهلية والإسلام
(0)    
المرتبة: 290,783
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: مكتبة المتنبي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون ثلاث أسابيع
نبذة نيل وفرات:المثل هو فن أدبي يتسم بإيجاز اللفظ، وحسن المعنى، ولطف التشبيه، وجودة الكناية، مما لا تخلو منه أمة من الأمم، ينبع من كل طبقات الشعب، وليس في ذلك، كالشعر، والنثر؛ فإنها لا ينبعان إلا من الطبقة (الأرستقراطية) في الأدب.
وإلى هذا، فإن المثل يتمتع بإيقاع نغمي، وموسيقي رهيف شديد الخلابة ...والتأثير في نفوس وقلوب وآذان المتلقين؛ مما ينفعهم إلى سرعة إستقباله وإستمرار تفاعلهم الخلاق مع فحواه، وما تضمنته في معانٍ، وأفكار، وقضايا تتصل بحيواتهم ومعاشهم.
وقد لخص ابن المقفع بعض خصائص الأمثال التي عرف بها على مر التاريخ، وذلك في مقالته التي نص فيها على أن الكلام إذا جعل "مثلاً؛ كان أوضح للمنطق، وأبين في المعنى، وآنق للسمع، وأوسع لشعوب الحديث" لقد أوجز خصائص المثل وخاصة في إشارته إلى كل من إيضاح المنطق، وبيان المعنى، وطرافته، إضافة إلى سمو الإيقاع وخلابته، وغير ذلك، مما يقع في مدركات المتلقي بأحسن موقع، من روحه، وقلبه، وعقله وأذنه، فيترك لديه أقوى إستجابة، لما بثه القائل من إيحاء بأفكاره، وبعثه من مدٍّ وجذرٍ، في تهييج مشاعره وأحاسيسه، نحو غايته المنشودة.
ويمكن القول بأن الأدب الجاهلي كما والأدب الإسلامي كانا حاملين بهذه الأمثال التي ما زالت موضع إستشهاد في الكثير من المناسبات والمواضع وهي تشهد على بلاغة الأدب الجاهلي والإسلامي وعلوّ شأنه، ولم يقع الإبداع الأدبي في النثر العربي في هاتين المرحلتين على الأمثال، بل هو تعدى ذلك، وكما هو غنيّ عن التعريف، إلى فنون أدبية نثرية أخرى التي جعلها الكاتب محوراً لهذه القراءات النقدية التحليلية في فنون النثر العربي القديم والتي تضمنت: الأمثال والخطب، والوصايا، والرسائل والتوقيعات، هذا وقد ضمن الكاتب هذه القراءات التحليلية جانباً من تذوقه نصوص هذه الفنون النثرية، وآخر من ثمرات حواراته العلمية مع طلبته في أقسام اللغة العربية وآدابها بكليات الآداب والتربية والألسن. إقرأ المزيد