تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار أزمنة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:"داعبتني فكرة خبيثة...نزعت قميصي وبقيت في ملابسي الداخلية، نظرت إلى جسدي الأبيض، وجدته جميلاً ناصعاً كالثلج، ابتسمت أمام المشهد وأستمررت في طريقي، قدتُ سيارتي بكل ثبات في الشارع المزدحم، لم ينظر اليّ الآخرون، أنا فقط نظرت الى جسدي وصدري العامر خلف المقود، وكأني أراه لأول مرة في حياتي، نظرت إلى ...نفسي في المرآة، ارتفعت قليلاً أحاول رؤيته عبرها، لم أفلح، ارتفعت أكثر فأكثر، وفي لحظة ما استطعت ذلك، وعدت بعد ذلك واتخذت مكاني، أنزلت المرآة، أردت أن أرى نفسي مجدداً، احتلتني هذه الرغبة، رغبة مجنونة، رغبة متمردة، رغبة تسحقني".
إن دينا سليم تُبدي إخلاصاً شديداً لقضية المرأة والقهر الذي ما زالت تتعرض له في المجتمع العربي في روايتها "الحافيات" خاصةً، إذ تتعمق في قضاياها، وتـثير أبرز الأسئلة وأهمها في حياتها، وهي إذ تتحدث عن قضايا المرأة فإنما تقصد أيضاً قضايا الرجل، لأنهما سيانِ في المجتمع، وهي في "الحافيات" تسأل عن الحبيب المخلص وحاجتها للحب المرضي عنه في المجتمع، وعن الرجل المثال، وعن الحفاظ على الأسرة، وعن قوة الرجل الحقيقية غير المزيفة برضى المجتمع المرائي المظهراتي، الغارق في عاداته وتقاليده العتيقة البالية، تلك التقاليد التي جعلت المرأة ضعيفة، غير شاعرة بالأمان في ظل أسرة ينبغي أن تملك زمامها مناصفة مع رجل قوي، ولذلك فهي "حافية" آيلة إلى السقوط في أية لحظة. تتطرق في روايتها عن موضوعة (الحيامن المنوية) وبنك الزرع من أجل إرضاء الزوج والأم والمجتمع.
من طرائف هذه الرواية اعتناؤها ببعض الطقوس الحيوية المهمة في المجتمع العربي عامةً أو في بيئة من بيئاته خاصةً، وهي البيئة الفلسطينية، ولاسيما طقوس الموت والحياة والزواج، وهي من أهم الطقوس في المجتمعات جميعاً، فضلاً عن المجتمع العربي، لاتصالها بالأديان والمعتقدات والتقاليد اليومية لحياة الناس، فقد وقفتْ الروائية على أدق تفصيلاتها وكأنها تحاول توثيق عادات هذه البيئة وتقاليد أهلها في أهم شؤونهم، وكذلك توثيق ما بين القرية والمدينة من أوجه اختلاف في ذلك. ولعلَّ هذا مما يُعَدُّ ميزةً من مزايا هذه الرواية، وهذه الحسنة من حسناتها. إقرأ المزيد