تاريخ النشر: 08/06/2011
الناشر: شركة الملتقى للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ما كانت الحياة لتستقيم لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، فليس من ناقلة القول إن الدفع سنة من سنن الله تعالى الكونية في خلقه، بل هو الركيزة الأساسية التي تجعل الحياة واضحة المعالم بينة القسمات فيما يريده وما لا يريده المتدافعون، ولأن التدافع سنة كونية من سنن الله تعالى ...في خلقه، فلا يتوقف حتى يرث الأرض ومن عليها، فالتدافع قائم بين الإيمان والكفر وبين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين الفضيلة والرذبلة، وبين الصلاح والإفساد، ثم إن التدافع لم يكن بشكل واحد في إتجاه واحد، وإنما في جميع مناحي الحياة بأهداف دنيوية وأخروية، فهو بين الكفر والإيمان وبين التوحيد والشرك وبين الخير والشر، فكانت مدافعة الأنبياء وأقوامهم ممن اتبعوهم وممن عارضهم، وكان التدافع بين القوم أنفسهم ثم بين قوم وآخرين، ثم تدافع القبائل والشعوب والأمم.
ضمن هذه الإطار يأتي كتاب سنن التدافع هذا الذي تطرق إلى بيان الفرق بين الدفع الذي يمثل المصدر وبين المدافعة التي تحمل في مضمونها التدافع الذي هو من صفات البشر وطبيعتهم، كما بين قضية غياب الدوافع وأن الدفع المطلق لا يكون إلا بإتجاه واحد لأمر لا مردّ له، وأن التدافع والمدافعة تكون إما ذاتية تنبع من مكونات الإنسانية البدنية والنفسية والعقلية والروحية والقبلية، وأما من مصدر خارجي يكون الإنسان أحد روافدهما بالإضافة إلى ذلك بين هذا البحث بأن الدفع والتدافع الذي يكون بسبب الحوار والجدال والخصومة والصدام الثقافي والفكري والحضاري، هو سنة إجتماعية من سنن الله تعالى وقوانينه التي لا تتخلف بإختلاف الزمان والمكان، ولا تتبدل بتبدل الأجيال.
إلى جانب ذلك، ركز البحث في جزء منه على أن الدفع والتدافع حالة إيجابية في حياة الإنسان؛ ذلك أن التدافع دليل الحيوية والنمو والإزدياد، وهو دليل على إستمرار الحياة، ولذا فهو المحور الذي تخدور حوله الحياة الإجتماعية، وإمتدادها التاريخي والبشري في صوره المتعددة من الحوار والنقاش والجدل، إلى المواجهة والصدام والقتال، والتي تتبع من دوافع يمتلكها الإنسان وينهل من مصادرها البدنية والنفسية العقلية والقلبية والروحية، التي منها ما يقوم على الحاجة والشهوة، ومنها ما يقوم على النفقة والتفكر والتدبر والتذكر التي تولّد المناظرة والجدل في المنافسة والمواجهة، ويترتب عليها صراع يفضي إلى التسابق والمغالبة كما يحدث النقلة ويساهم في صناعة المستقبل المتجدد.
كل ذلك صور من قضايا التدافع المبثوثة في ثنايا هذا البحث، وكان منهج الباحث مغايراً كما هو مألوف عن التدافع في أذهان كثير من المثقفين والمفكرين، وقد عمل جاهداً من أجل الوقوف على أكبر قدر ممكن من الدوافع الإدراكية التي يقف كثير من الناس على نتائجها جاهلين أسبابها أو مكامن صدورها، فكان منهجاً يعتمد على خصوصية مميزة من هذا الجانب كونه أظهر الدوافع التي يتمتع بها كلّ من القلب والروح على وجه الخصوص؛ ناهيك عن الدوافع البدنية والعقلية والنفسية التي تناولها كثير من الباحثين، غير أن تركيز الباحث هنا كان على عمق هذه الدوافع ومصادرها ومكمنها ليقف فيها على أشياء هي جديدة في البحث ضمن موضوعه وقضيته. إقرأ المزيد