ربيع الناس (من الإصلاح الى الحل)
تاريخ النشر: 29/09/2011
الناشر: شركة الملتقى للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:عندما يرفض الشعب مظالم الطغاة ويتظاهرون في الساحات العامة، تصبح العلاقة بين النظام والشعب علاقة مواجهة يترتب عليها في غير توازن قبول الشعب بتقديم مزيد من التنازلات، وإقدام النظام على أعمال القمح والتكميم مع تفهد من قبله بإجراء إصلاحات، ولهذا يصمت الناس قليلاً ليستعيدوا أنفاسهم إلى جولة أخرى، وهم ...غير مبالين أمام قضاياهم بمن يُزَجّ به منهم في زنزانات السجون.
هذه الجهود عبر التاريخ السياسي توصف بأنها جهود نضالية (نضال من أجل قضايا مشروعة ولكن وللأسف الشديد لم تتجاوز مطالب الناس بلوغ الإصلاح، ولهذا سادت المظالم وكثر الطغاة في أوطانهم، وأكثروا فيها الفساد، ومع أن بعض بلدان العالم قد تجاوزت هذه الخريطة السياسية المؤلمة بما فيها من شدّة تأزمات وسوى إطلاق، إلا أن أمتنا العربية، وللأسف الشديد، طال قبولها بتقديمها مزيد من التنازلات بغير حق، فتضاعفت آلامها، واشتدت وتخلفت عن الركب الحضاري حتى ظن البعض أنها لن تنهض أبداً، ولكن في دائرة غير المتوقع كانت المفاجأة منها بركاناً ثائراً كل ذرّة من ذرّات حممه كتب عليها عارة (ارحل خير لك من أن ترحّل)، فكان الرحيل قائلة بعيد أولها عن آخرها...
وجاء ربيع الناس مرحلة جديدة متجاوزة لذلك الزمن الذي لم تتجاوز مطالب الناس فيه مرحلة الإصلاح؛ فكان الحلّ صناعة تاريخ لا مطالب تقدّم للطغاة كي ينظروا فيها، ولهذا كان الحلّ متضمناً رحيل الطغاة دون إستثناء لأحد منهم، فكان ربيع الناس كسر قيد، وإمتلاك إرادة، وممارسة حرية، فيه الناس يقررون ما يشاؤون كما يشاؤون، ويقدمون على أداء واجباتهم الوطنية بلا خوف، ويتحملون ما يترتب على أدائها من أعباء جسام دون تردد.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يتناول المؤلف من خلاله ربيع الناس في زمن الرحيل، ذلك، وكما يقول المؤلف، لأن كتابه الرحيل في زمن ربيع الناس يختلف عما سيُكتب عنه في زمن ما بعد الرحيل، ومن هنا تكون كتابة الرحيل غير الكتابة عنه، فما يكتب في زمنه غير الذي يكتب في زمنه اللاحق، ولما كان لكل وطن ربيعه لم يغب ذلك عن ذهن المؤلف إذ أن ما يراه البعض ربيعاً قد لا يراه البعض الآخر كذلك إذا ما قارنه بربيع وطنه، فكان البعض لا يأمل لوطنه ربيعاً أكثر من ربيع الإصلاح، ولهذا كتب المؤلف في هذا التنوع، عارضاً للقضايا السياسية الإجتماعية الإقتصادية... التي هي بحاجة إلى إعادة نظر في التعاطي معها، وإدارتها... كلٌّ حسب ربيع وطنه. إقرأ المزيد