الموسوعة الشعرية المهدوية
تاريخ النشر: 01/11/2010
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:لا ريب أن الإيمان بوجود والمخلص الذي يظهر في آخر الزمان فكرة عالمية متأصلة في نفوس البشر، بشرت به الأديان السماوية، بل تبنته كثير من المدارس الفكرية ورموزها، فهذا المفكر البريطاني المعروف (براتد اندرسل) يقول: أن العالم في إنتظار مصلح يوحده تحت لواء واحد وشعار واحد.
ويعدّ الإعتقاد بخروج الإمام ...المهدي عليه السلام من المسلمات التي اتفق عليها المسلمون من سائر مذاهبهم، حيث أجمعوا على كثير من تفاصيل ذلك الموضوع الهام، كإسمه وصفاته وولاته وظهوره، إن توهم البعض إنفراد الشيعة بالقول بولادة المهدي عليه السلام، ولكن التحقيق بين أن هناك العديد من علماء السنة الذين صرخوا بذلك، كابن الأثير الجزري (ت 630هـ) الذي ذكر في كتابه التاريخي (الكامل) عند سرد حوادث 260هـ ما يلي: (... وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمة الإثني عشر... مذهب الإمامية، وهو والد الذي يعتقدونه المنتظر...) وغيره كثير من أمثال الذهبي، والشبراوي، وابن حجر الهيتمي الشافي، والشبلخي...
وإلى ذلك فإن الإمام المهدي قضية إسلامية كبرى تناولتها مئات الأحاديث والروايات والأخبار إن لم تكن ألوفاً، وهو عنوان عريض لمستقبل الأمة الواعد، حيث سيتحقق على يديه إظهار الإسلام فعلياً على الدين كله، وهو تجسيد لتطلع الإنسانية عبر تاريخها الطويل لحياة العدل والأمن والرخاء، لأنه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
لذا فمن الطبيعي إذن أن تنشغل العقول والنفوس بموضوع الإمام المهدي، وأن يأخذ مساحة كبيرة وحيزاً واسعاً من عالم الفكر والثقافة والأدب، فقد أفاض في نقل أخباره المحدثون والرواة، وناقش تفاصيل الإعتقاد به الباحثون وعلماء الكلام، كما تغنى بظهوره الشعراء والأدباء.
من هنا، تبارى الشعراء في ساحة هذا الإمام العظيم، وتسابقوا على حلبة ميدان قدسه، يعرضون أمامه ملفات الألم، ويستنهضونه لتحقيق الأمل؛ وفي الحقيقة فإن هؤلاء الشعراء لا يعيرون في إبداعاتهم المهدوية عن مشاعر ذواتهم فقط؛ وإنما هم لسان البشرية كلها في التعبير عن أوجاع الآلام وتطلعات الآمال.
وإن الإنسان المسلم وحين يقرأ شيئاً من الأدب المهدوي، أو يصغي له، يجد في نفسه تفاعلاً عميقاً وتجاوباً مرهفاً مع وقع كل تفعيله في النص الأدبي، ومع كل فكرة في مضامينها.
من هنا، تأتي أهمية هذه الموسوعة التي ضمت عدداً كبيراً من القصائد والأبيات الشعرية، المرتبطة بالإمام الحجة المهدي عليه السلام، والتي تعدّ من عيون الأدب ومحاسن الشعر، بقسميه الفصيح والشعبي، جاءت بها قرائح أصحابها، ممن برّح بهم الشوق والإنتظار. إقرأ المزيد