تاريخ النشر: 01/03/2004
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لقد تجلى الإبداع الإلهي والكمال الرباني في شخصية الرسول الأعظم خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فلا مخلوق يدانيه في علو شأنه ومقامه ومكارمه، فهو النسخة الفريدة في عالم المخلوقات، والوجود المتميز في دنيا الكائنات، لذلك ليس غريباً أن يتبارى الشعراء، وأن يتسابق العلماء، وأن ...تتفجر قرائح الأدباء في التغني بكمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوصيف ما يستطيعون إدراكه من شمائله وفضائله. إن أحداً لا يستطيع ولن يستطيع الإحاطة بجوانب عظمته، فذلك موكول لخالقه الذي وصفه بقوله تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم"، لكن كل مرآة تعكس من أشعة الشمس ما يتناسب مع حجمها وصفاتها، وكذلك كل عقل وفكر وقريحة إنما يتلقى ويقتبس من أنوار الرسالة والنبوة بمستوى إدراكه ووعيه.
لقد فرضت شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسها على التاريخ، ولم يتمكن حتى أعداؤه ومناوئوه من التنكر لعظمته وكبير دوره وتأثيره في تاريخ البشرية، وحينما أراد باحث مسيحي هو السيد (مايكل هارت) أن يكتب عن أبرز عظماء العالم وجد نفسه ملزماً ومضطراً بوحي إنصافه لموضوعيته أن يتحدث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره الرقم الأول في سجل عظماء البشرية.
ومدائح الرسول في الواقع هي تمجيد لقيم الفضيلة المتجسدة في شخصيته، من هنا تبدو قيمة هذه المدائح وأهميتها فهي:
تكشف بعض أبعاد شخصية الرسول الأعظم، وتوضح شيئاً من جوانب عظمته، وذلك أمر مهم لكل مسلم بل لكل عاقل يهمه إدراك الحقائق معرفة الأمور، والمدائح ترسم صوراً رائعة جميلة للفضيلة والسمو، وتأخذ موقعها في نفس الإنسان وعقله.
ثانياً: أنها نوع من أداء واجب التعظيم والاحترام تجاه الرسول المنقذ الذي فرض الله تعالى علينا محبته وطاعته، والذي له علينا فضل الهداية والإنقاذ والنجاة، فلولاه لكنا والبشرية جميعاً في حضيض الجاهلية ومتاهات الظلام.
ثالثاً: فالمديح النبوية إشادة وتمجيد بمكارم الأخلاق وجميل الفضائل والصفات، مما يوجب توجه النفوس وانجذاب القلوب إليه.
وإدراكاً لقيمة هذه المدائح النبوية ودورها الإيجابي بادر المؤلف عبد القادر أبو المكارم بجمع هذه المدائح من بطون الكتب والدواوين ومن الصحف والمجلدات والإذاعات والتلفاز ثم اعتنى بتبويبها وتصنيفها فأصبحت موسوعة أدبية كبيرة نحفظ ما أنتجته قرائح الشعراء، وما تفتقت عنه مواهب الأدباء في مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والإشادة بمكارم أخلاقه وروائع سيرته وحياته. إقرأ المزيد