الموسوعة الشعرية في رثاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
(0)    
المرتبة: 200,605
تاريخ النشر: 08/06/2010
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:روى المفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ثَقُلَ وحضره الموت وأمير المؤمنين حاضرٌ عنده، فلما قُرُبَ خروج نفسه قال له: يا عليُّ ضع رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ثم وجهني إلى القبلة وتولّ أمري وصلِّ علي أول ...الناس ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي.
فأخذ عليه السلام رأسه ووضعه في حجرِهِ فأُغْمِيَ عليه، فانكبت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتقول: وأبيض يستقى الغمام بوجهه... ثمالى اليتامى عصمةُ للأرامل، ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم عينه وقال بصوت ضئيل: يا بنتي هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾... فبكت طويلاً، وأومأ إليها بالدنوّ منه فدنت منه، فأسرّ إليها شيئاً تَهلّل وجهها له ثم قبض صلى الله عليه وسلم ويَدُ أمير المؤمنين عليه السلام تحت حكنه صلى الله عليه وسلم ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحَهُ بها ثم وجّهَهُ وغمّضَهُ ومدّ عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره...
في سيرة حياته صلى الله عليه وسلم عبق النبوة والإنسانية والحكمة والتواضع والشفافية ووو... في سيرة حياته صلى الله عليه وسلم معانٍ لا تنتهي للرسالة الإلهية التي بلغها للبشر... فهو الذي بلّغ الأمانة ونصح الأمة وكشف عنها غمّة الإشراك والجهل والعصبية فكانت في مقدمة الأمم في سلوكها الحضاري الذي تمثلت به من خلال القرآن الكريم والسنّة النبوة، فكان القرآن الكريم كتاب تشريع ترجع إليه في أمور دينها ودنياها، حياتها، وآخرتها...
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتها، وذلك بما وصفه الله تعالى في كتابه: ﴿ولكم في رسول الله قدوة حسنة... ﴾، ولم يقف الأمر عند سيرة حياتها... فكان لواقعة وفاته صداها القويّ الذي تردد وقعه من خلال أقلام الشعراء في موثاته... وكأن حياته ووفاته مداد منه استحدث الأقلام ما كتبت عنه حيّاً وفيما رثته ميّتاً، وليدنُ القارئ ليكون على مقربة من تلك المشاعر الفيّاضة التي تدفقت نظراً شعرياً في رثائه.
ونظراً لما حفلت به هذه القصائد الرثائية من معانٍ سامية ومشاعر صادقة، ونظمٍ راقي، ثم لدينٍ في أعناق المسلمين تجاه نبيهم ورسولهم، ثم جمع هذه القصائد التي قالها الشعراء في رثاء الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تناوبت بين الشعر الفصيح والعامي، والتي جاءت ضمن مجلدين... وهو قليل في حق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كافح وناضل وجاهد في سبيل الله تعالى في تبليغ تلك الرسالة بما له ونفسه وبولده إلى آخر رمقٍ، من حياته... إلى أن توفاه الله تعالى ولحق بالرفيق الأعلى في جوار الله تعالى عند مليك مقتدر. إقرأ المزيد