تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الأمراض رهيبة متى أساء الإنسان فهمها ومعالجتها! أجل، هي رهيبة تتجلى رهبتها في كتب الأمراض، وفي شرحها فالجسد العجيب هذا متعرض للمصائب في كل حين، بل إنه الحجة على ما نحذرك منه فلا تعبث به، صنه!! وإلا أصابة الخلل، ولات ساعة ندامة!...
هذا الذي يكيل النصائح جزافاً لا بقدر ما ...لنصائحه من عواقب وخيمة؛ هذا الصديق الذي يسارع إلى إرشادك كلما شكوت الضعف يضيرك من حيث يظن أنه ينفعك؛ هذا الطبيب الهاوي منتشر في كل شارع، في كل منزل، في كل قرية ومدينة؛ تجده أينما ذهبت، يهب النصائح الغالية، يبذرها بذراً وكأنه يزرعها، ولا يكون في الحقيقة زارعاً إلا المضرة والأذى!.
بيد أن اللوم في الدرجة الأولى يقع على المستيجب! الإنسان الغافل الذي يصغي إليهم ويعمل بنصحهم، كأنه لا يعالج جسداً إنسانياً، بل آلة حديدية لا تؤثر فيها صدمة أو لطمة! اللوم يقع على من يعمل بإشارتهم، والضرر أيضاً يقع على الممتثلين!...
الجسد آلة معقدة، ولكنه آلة من أنسجة وخلايا، فلنرفق بالنسيج الرقيق، فهو ليس مصنوعاً من أسلاك، لنرفق به ونصونه، لأن كل تلف يلحق به يعجل بموته، وبالتالي بموت صاحبه الكلي! فلماذا نسترخص أجسادنا؟ لماذا نضن عنها بالمال للعلاج؟ هل السيارة أعز وأثمن؟!... سخف... نحن سخفاء... نحن منتحرون!...
يجب أن ينقذ المرء نفسه من المخاوف والهواجس... يجب أن ينقذ نفسه من التأجيل، من المماطلة، من التسويف... حتى يسلم؛ أجل، حتى ينقذ نفسه من رغبته الباطنية الخفية في الموت... في إفناء نفسها وإهلاكها!... إقرأ المزيد