تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الخوف غريزة كامنة في النفس الإنسانية، تنمو لظروف ملائمة، وتخبو بتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب، فكلنا نحمل الخوف، ونرزح تحت ثقله، ونئن من وطأته، وتقاسي من الإرهاق الهائل الذي يسفر عنه، وإرتماؤنا في أحضانه بإستسلام أشبه بإستسلام الحياة للموت، فالخوف ليس أمراً معيباً أو غير طبيعي، بل لعيب ...في تبجح الإنسان بأنه لا يخاف أبداً.
كل مرض يصيب الإنسان نجد للخوف أثراً بارزاً، فهو عامل الهدم والتفتيت، هو الحاضر والسن والتقدم، هو الحاضر في الوحدة، في الفقر، في الفشل، في الشذوذ، وفي شن الحروب، في الجرائم، في كل شيء؛ إذا قلنا يجب أن ننتزعه من قلوبنا، هل يتم لنا ذلك؟ وإذا قلنا يجب أن نقتلعه، هل يتم لنا ذلك؟ أيَتم خنقه على أهون سبيل؟ كلا، لن يتأتى للخائف أن "يجهز" على خوفه بيسر، يجب لمن يحاربه أن يهزمه، أن يعرف أصله ومنشأه، أن يعرف كيف تغلغل في أحاسيسه لينغص حياته ويشقيه ويجعل منه كمية مهملة.
مرتع الخوف في الروح المضطربة، لهذا لا يجد مدخلاً له إلى قلوب من صفت نفوسهم، وعاشوا حياة هادئة متزنة متفهمة، مقدرة لحرية الروح والجسم، فهذه الحرية تمكن الإنسان من حذف معظم العناصر التي يتكون منها الخوف؛ هذه الحرية تجعله يلزم جانب المحكمة والإعتدال، فلا يخضع بسرعة للمؤثرات العفوية... وتجعله يحشد في رأسه الأفكار الصالحة فيميز ويقدر ويقل تأثره وإنفعاله، ويستطيع أن يملك زمام أعصابه... وبذلك يتحدى الخوف ويتغلّب عليه.
بيد أن بين الخوف وبين الشقاء قرابة، لتكاثر العناصر التي تصدّ الهناء، وأهمها الخوف والقلق والجزع... وكلها عناصر قوى مدمرة، يتوجها الموت! ومهما كان الأمر فالإنسان وجد ليحيا، فلتكن حياته إذا فرحاً لا ترحاً... والفرح هو صحة البدن وصحة العقل والنفس. إقرأ المزيد