الادارة العثمانية في ولاية بغداد
(0)    
المرتبة: 201,647
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:تناول هذه الدراسة الإدارة العثمانية في ولاية بغداد منذ تعيين الوالي مدحت باشا، أحد رجال الدولة العثمانية المصلحين، والياً عليها في عام 1869م حتى نهاية الحكم العثماني في الولاية سنة 1917؛ وهي السنة التي احتلّ الجيش البريطاني في أوائلها مدينة بغداد، وكان ذلك في إبان الحرب العالمية الأولى.
هذا وتمثل ...سنة 1869م أهمية كبيرة في تاريخ بغداد في العصر العثماني، حيث بدأ فيها ما يمكن إعتباره عهداً متميزاً من عهود العثمانيين وضع أسسه الوالي مدحت باشا بتطبيقه لعدد من الأنظمة والقوانين الإصلاحية التي شرعتها الدولة خلال عهد الإصلاحات وإعادة البنا الذي أطلق عليه (عهد التنظيمات) واقتضى تطبيق أنظمة وقوانين (التنظيمات) في بغداد تكوين إدارة عثمانية جديدة فيها، شرع الوالي مدحت باشا بإرساء أركان هيكلها، حينما قام بتنظيم الجهاز الإداري للولاية وفقاً لما جاء به نظام الولايات الصادر في عام 1864م - وهو أحد أنظمة عهد التنظيمات - وأنشأ عدداً من الدوائر الحكومية المختلفة.
وقد استمرت هذه الإدارة، التي كانت تسير دوائرها وفقاً للوائح وتعليمات محددة ومقننة محافظة على هيكلها العام منذ أيام مدحت باشا حتى نهاية العهد العثماني في ولاية بغداد.
وعليه، فقد تبنى هذا البحث في تناوله لموضوع الإدارة العثمانية في ولاية بغداد المفهوم الذي يرى بأن الإدارة الحكومية هي مجموع دوائر أجهزة الإدارة المدنية والعسكرية والقضائية، علاوة على ما قد تمارسه هذه الإدارة من نشاطات خاصة من خلال دوائر رسمية أو شبه كدائرتي (السنية)، و (الديون العمومية)، اللتين أوجدتا في ولاية بغداد.
وفي الوقت الذي تناول فيه هذا البحث هيكل الإدارة العامة مميطاً اللثام عنه؛ فإنه قد تطرق في الوقت نفسه إلى دراسة (نظام الإدارة العامة)، الذي يعني مجموعة الأنظمة والقوانين والتعليمات واللوائح التي كانت تسير الإدارة العثمانية للولاية على هديها في تحديد إختصاصاتها وأساليب عملها.
وإلى هذا، يمكن القول بأن لهذا البحث أهمية يستمدها من تناوله لجانب مهم من جوانب تاريخ العراق الحديث الذي ما زال يفتقر إلى فريد من الأبحاث والدراسة؛ وبخاصة في جوانبه الحضارية؛ وذلك لتسليط الضوء عليه وكشف نواحيه المختلفة، كما أن العهد العثماني الأخير في ولاية بغداد، الذي قاربت مدته نصف القرن، والذي بدأ مع تعيين مدحت باشا والياً على الولاية سنة 1869م، قد كوّن عهداً متميّزاً في تاريخ بغداد، والعراق، الحديث والمعاصر، دخلت خلاله هذه البلاد في طور جديد خطت فيه خطواتها الأولى نحو التقدم محاولة مسايرة ركبه، وذلك ما يستدعي دراسة تلك الفترة دراسة علمية فاحصة لجميع ونواحيها وأوجهها لأهميتها، وإرتباطها الوثيق بما في العراق القريب وحاضره.
هذا ولم يكن موضوع الإدارة العثمانية في ولاية بغداد سوى لناحية مهمة من تلك النواحي التي تتعلق بتاريخ العراق الحديث؛ إذ لا يمكن للمطّلع على هيكل بعض دوائر مؤسسات الإدارة في العراق، وعلى مسمياتها وأسماء وطبيعة أعمال وواجبات موظفيها، منذ إنتهاء حكم العثمانيين وإلى الآن، إلا بالعودة إلى روابطها وجذورها الممتدة إلى الإدارة العثمانية وأنظمتها.
وإليه، فإن هذا البحث قد انقسم إلى تمهيد ومدخل وثمانية فصول، تناول التمهيد التنظيمات العثمانية وأثرها في إدارة إيالة بغداد - أصبحت تعرف بولاية بغداد منه سنة 1869م، أما المدخل فقد تم فيه التعرض وبإيجاز لدراسة الإدارة العثمانية في إيالة بغداد من نهاية حكم المماليك حتى عهد الوالي مدحت باشا (1830- 1869م)، وهي فترة متميزة من تاريخ بغداد العثماني استعادت فيها الدولة العثمانية سيطرتها المباشرة على الإيالة بعد القضاء على حكم الباشوات المماليك كادوا يستقلون بها.
وبالنسبة للفصول العثمانية فقد دارت حول المواضيع التالية: 1-جغرافية ولاية بغداد وتقسيماتها الإدارية، 2-دراسة الجهاز الإداري المدني في بغداد، 3-دراسة مجالس الإدارة والبلديات التي قامت في مركز الولاية وبقيت وحداتها، 4-الجهاز العسكري والأمني في الولاية (بما يشمل الجيش والأصول الشخصية، وقوات حفظ الأمن والنظام)، 5-الجهاز القضائي في ولاية بغداد، 6-الإدارة المالية ودوائرها المختلفة، 7-الإدارات الحكومية التي يتعلق أعمالها بشؤون الأراضي والقارات، 8-إدارة الخدمات العامة (بما يشمل إدارة المعارف ومديرية مطبعة الولاية). إقرأ المزيد