تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: بيت العلم للنابهين
نبذة نيل وفرات:للمستقبل العُماني, كما للحاضر العماني الذي بدأ من سنة 1970, خمسة قوانين تتحكم في مساره, وكلّما ازدادت فاعليّة تلك القوانين, وتكاملت فيما بينها, ارتفع شأن البلاد داخليّا وخارجيّا. وقد أفادت عُمان من القوانين الأربعة التي سيّرت تاريخها القديم والوسيط, ثمّ أضافت إليها, في العصر الحديث, قانونا خامسا.
وهذه القوانين الخمسة, ...هي:
- العقيدة: فالعقيدة تقدمت غيرها من قوانين, لأنّها تمثّل الأساس الفكري والفلسفي الذي تشيّد عليه عُمان نهضتها الحديثة. وعُمان المعاصرة تفهم العقيدة فهما موضوعياً بعيداً عن الغلوّ والتّعصّب, بناء على القاعدة المعروفة: "لا إفراط ولا تفريط".
- الجغرافية: ازدادت أهميّة هذا العامل في الأزمنة الحديثة, بفعل أنّ أرض البلاد, قد كشفت عن بعض خيراتها من معادن وغيرها, ممّا حمّل عُمان مسؤوليّات إضافية للاستفادة من تلك الخيرات لما فيه خير حاضرها ومستقبلها.
- التاريخ: وهو القانون الذي أضافته عُمان الحديثة إلى القوانين الفعّالة في تواريخها القديمة والوسيطة. فالتاريخ صار علما, وعُمان تأخذ بالعلم وتؤمن به. ولذلك تتحدّث عن (إعادة كتابة التّاريخ) وتتحدث عن الاستفادة من دروسه وعظاته وعبره.
- الوحدة الاجتماعيّة والمجتمعيّة. وهو قانون على جانب عظيم من الأهميّة, استطاعت عُمان أن تحيل إليه العلاقات الأسريّة والقبليّة, بفعل إنشاء الدّولة الحديثة المرتكزة على المجتمع المتطوّر, والقائم على أسس قانونيّة واضحة.
- العلاقات الدّوليّة, وهي البديل عن (إغراء الآفاق الواسعة) لأنّ العالم قد تغيّر. وارتبطت دوله بمواثيق وعهود ومعاهدات لا يصحّ تجاوزها.
وهذه القراءة لمنجزات النّهضة العُمانية, تدل على أنّ عُمان الحديثة لم تعطل قانون (إغراء الآفاق الواسعة) الذي كان له دوره الفعّال في صياغة الحضارة العمانية عبر تاريخها السّياسي, بل انّها أفادت من ذلك القانون, إفادات جمّة, وحسب مقتضيات العصر, فنفعت وانتفعت, بانفتاحها على العالم وفق أسس تراثها وقيمها وأهدافها وتطلعاتها المستقبليّة, كما انها فتحت أبوابها لأبنائها في حرية السّفر والعمل في أيّ مكان يرغبون به, إثراء لتجاربهم, وإغناء لطموحهم, وتحقيقا لما يرغبون به من إفادة واستفادة.
وهذا الكتاب يحاول أن يقرأ مسيرة عُمان المعاصرة فيما تعيش في خضمّه الآن من تطوّر وتقدم نحو الآفاق الواسعة, زمانا ومكانا, بأبناء البلاد الذين وعوا دروس التاريخ, فرأوا أن لا وسيلة أمامهم للعيش الرّغيد الآمن المطمئنّ, في الحال والاستقبال, إلا بوحدتهم الاجتماعيّة, وإلا بأن يؤدي كلّ واحد منهم واجباته نحو نفسه وأهله وسائر أبناء وطنه, أي السير في دروب النّهضة التي يطمحون إليها. ولذلك جاء هذا الكتاب على محاور مقسّمة إلى فصول مستقاة من الواقع العُماني نفسه, وما يؤول إليه في مستقبل الأيّام.
إذ لا نهوض ولا تطوّر إذا لم يؤخذ التخطيط للمستقبل بعين الاهتمام والعناية والرّعاية. وهذه دعوة ملازمة للخطاب السياسي العُماني بميادينه المتنوعة من اجتماعية واقتصادية وغيرها. إقرأ المزيد