تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"الأصمعي" هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، ولد في البصرة سنة ثلاث وعشرين ومائة من الهجرة (123هـ)، ودرج بين مساجدها وجوامعها ومركز العلم فيها، فأخذ عن جمهرة ضخمة من علماء عصره المشهود لهم بالحذق في ما يتعاطونه من علوم، كما أخذ عن الأعراب الوافدين إلى ...سوق المربد، ورحل إلى البادية مرّات لينقل اللغة عن مصادرها المعترف بها، ودخل المدينة المنورة ليأخذ من علمائها أيضاً. توفرت له علوم جليلة القدر في اللغة، وما يدور في فلكها من أمثال وشعر، وفي الأدب والأخبار والأنساب، كما كان ضليعاً في تفسير القرآن الكريم، والحديث، وإن لم يدخل في معمعانهما تحرّجاً وتورعاً إلا في ما ندر وقلًّ من المواضع. وقد غلب عليه الدرس اللغوي حتى عرف به. ويمكن أن نذكر من العلماء الذين درس على أيديهم، أو حضر مجالسهم حضور تعلم واستيعاب كلاً من الأخفش الأكبر، الخليل بن أحمد، حمَّادين سلمة، حمادين دريد إلى غير هؤلاء ممَّن صرح هو بأنه قد أخذ عنهم وذلك في سند مروياته التي تحفل بها كتب الأدب واللغة. وبالنظر لهذه الشمولية في تحصيل العلم استطاع الأصمعي أن يخلد نفسه إلى ما شاء الله سبحانه.
بهذه الكلمات الكثيرة التي ألفها، إضافة إلى مئات الروايات التي نقلها من البوادي التي رحل إليها، بحيث أنَّ تجميع ما حكاه عن العرب، من شأنه أن يضع بين أيدينا صورة واضحة جلية عن الحياة الاجتماعية العربية، بعاداتها وتقاليدها وثقافتها. هذا إلا أن الأصمعي لم يهتم بوضع معجم خاص به، ذلك أن عصره لم يكن عصر وضع المعجمات بمقدار ما كان عصر الجمع، والروايات، والرسائل المفردة في باب من أبواب الرواية اللغوية المنقولة من البوادي إلى الحواضر، ومع هذا، فإن الأصمعي عمود من أعمدة المعجم العربي العريق، ولا نعرف معجماً وضع بعد عصره لا يحفل بالكثير ممّا رواه الأصمعي وقرره، سواء في ما نقله أم في ما قام به من شرح للشعر، يسأل عنه تارة، ويبادر هو إلى ذلك تارة أخرى، وبما أنه لم يهتم بوضع معجم له، لذلك عني الدكتور "هادي حسن حمودي" بأن يجمع له معجماً مستقياً مادته من كتب الأدب والأمثال والتفسير والحديث والنحو إلى غير ذلك من كتب تتصل بالبلاغة مرة وبالفقه مرة، وبغيرهما مرات... وهذا الجمع ألف مادة تعتبر معجماً للأصمعي ويمكن إجمال عمل الباحث على الشكل التالي:
الترتيب الخارجي: أخذ الباحث بترتيب الألفاظ بموجب الحرف الأول من الجذر الثلاثي على أساس الترتيب الألفبائي المعمور به، واعتمد بالتنظيم الخارجي منهج التحقيق من أن المفردة والجملة هي للأصمعي وذلك بالعودة إلى مصنفاته الأخرى. إقرأ المزيد