تاريخ النشر: 22/04/2010
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يقول الدكتور يحي أحمد الكعكي في كتابه هذا أن الإسلام هو دين العقل، وأن المعرفة الإسلامية هي نتاج وتكامل. العقل، والنقل (القرآن الكريم)، والتجربة، والوجدان، لذلك لم يتعارض في هذه المعرفة صريح المعقول مع صحيح المنقول، لآن القرآن الكريم دعا الناس إلى النظر فيه بعقولهم، فهو بذلك معجزة عرضت ...على العقل. من هذا المنطلق يحض "الكعكي" إلى إعمال الفكر بإستمرار للوصول إلى الحقيقة بعيداً عن التأثر بالآخرين، خوفاً أو مجاملة لهم، وإنما على المسلمين التوجه بالعقول المستنيرة، وبالقلوب المطمئنة إلى الله تعالى، مخلصين الهداية إلى الحقيقة. وأن نظرية المعرفة الإسلامية جمعت برأيه ما بين العلم والدين، وزاملت وكاملت بينهما، ومنعت "العقل في الإسلام" من السقوط في "الثنائية المتناقضة" بين العلم والدين، كما في الحضارة الغربية. ويريد كاتبنا من إستلهام التراث العلمي للحضارة الإسلامية- العربية وإبرازه ليس فقط الركون إلى الإنجازات التي قام بها العقل الإسلامي بل السعي للإضافة إلى التقدم العلمي والحضاري الذي أفرزته تقنية المعلومات، وهنا يقول جمال الدين الأفغاني حين أكبر على أنه "من غير اللائق أن نتذكر مفاخر آبائنا وأجدادنا إلا إذا فعلنا فعلهم، وأضفنا إلى البناء الحضاري كما أضافوا". وهنا، يحض الكعكي إلى وجوب تطور المجتمعات المسلمة كما حضّ الإسلام على ذلك، وذلك عبر تجديد فكرها الديني، لأنه برأيه "القاطرة التي تقود التغيير في مختلف جوانب الحياة في هذه المجتمعات للمواءمة بين الدين والعلم كما في عصر المدنية الإسلامية، ولمواكبة روح العصر، لأن الإسلام هو دين العقل والحضارة، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. ويشير الكاتب في خاتمة الكتاب إلى أنه وبهدف أن نحافظ على الوجود الإسلامي في عصر تقنية المعلومات، فإن على الجميع في المجتمعات الإسلامية... أن تمارس الإجتهاد بـ "العقلية الإسلامية" هذا الإجتهاد الذي أصبح فرض عين على كل من لديه المؤهلات لذلك... وأن الإستجابة المطلوبة لتحدي تيار العولمة على ضوء ذلك، لن تتحقق إلا في إطار المؤسسات الإسلامية والعربية الكبرى أولاً، كجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأزهر الشريف جامعاً وجامعة... ومن ثم تعاملنا ثانياً، كأفراد مع هذه المتغيرات والتحولات الكبرى كمواطنين عالميين... وإيجاد صيغة توازنية تعترف بالواقع، الذي يؤكد يوماً بعد يوم أنه لا مستقبل لشخصية ثقافية مستقلة عن العالمية، ولا جدوى من عالمية لا تكون نابعة من الحوار المتصل بالخصوصيات الحضارية وإنمائها في إطار العولمة الإنسانية". إقرأ المزيد