الحركة الاسلامية في تركية
(0)    
المرتبة: 74,149
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:يأسف المرء كثيراً ألا تجد الحركة الاسلامية التركية من يوليها من العناية ما هي أهله، مع أنها هي الحركة الاسلامية الفريدة التي وصلت الى الحكم بطريقة ديموقراطية سلمية، بعد نضال شديد تزل فيه الأقدام. فقد نشأت في دولة السلطنة الإسلامية، بعد أن أزالها الاستعمار، بنحو خمسة عقود. وكان الاستعمار ...يريد ألا تقوم فيها للإسلام قائمة أبداً، فوضعها في يد يهود الدونمة والمتواطئين معهم من الماسونيين، ووضع دستوراً يحرم التدين، وكل شيء يمت الى الاسلام بسبب، ويعده ديناً رجعياً، قدم من الصحراء، فيجب أن يعود اليها. وجهد في تصفية آثاره بكل وسيلة.
فظهرت بين أنقاض الحضارة الإسلامية الدائرة حركة إسلامية ناضحة، واضحة الغايات، يقودها رجال عالمون بما يريدون، عاملون لما يريدون، فابتدأت من حيث انتهى من سبقها من الدعاة والعلماء والمربين الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وأبلوا في سبيله بلاءً حسناً. وتنكبت كل ما عرف به ما سبقها من الحركات الإسلامية من سلبيات، فلزمت التقية، وسلّمت بالدستور والقانون القائم، وتسلحت بالخبرة المتخصصة، فكان لها ما لم يكن لحركة إسلامية الى اليوم، مع أنها من أحدثها نشاة، فقد حكمت، فنفذت كثيراً من برنامجها السياسي والاقتصادي والقانوني، ووفت بما وعدت، وأثبتت للترك أنها تستطيع أن تفي بما بعد، وأن تفعل ما تقول، وخلَّت بينهم وبين أن يقارنوها بالأحزاب التي حكمتهم، فأسرع اليهم الخراب بحكمها.
واتسمت في سياستها بالعلمية والعملية، وتنكب العواطف، ودخلت السياسة بمنطق السياسة، ومنهج السياسيين القائم على النفعية، لكنها النفعية للمبادئ والبرامج وليس للأشخاص، فحكمت المصلحة، بدلاً من تحكيم المواقف التاريخية، والعقائد المتصلبة، وتميزت بالجسارة والمبادرة التي قد تكون غريبة على بعض الحركات الاسلامية.
واستمدت تلك الخصائص كلها من شخصية مؤسسها نجم الدين أربكان، العبقري الفذ، والسياسي المحنك. فعاشت في تطور مطرد، تسير مع الواقع بمستجداته، وتنتهز كل ممكن، حتى بلغت ما بلغت.
لهذا كله أراد الكاتب أن يكتب هذه الصفحات تعريفاً بهذه التجربة الرائعة، سارداً تاريخها وبعض منجزاتها، محللاً نهجها وتطورها ومراحله، مقارناً له بتجربة الحركات الاسلامية العربية، مبنياً ما يمكن أن تؤلل اليه هذه التجربة.
وقد أولى بعض جوانب السياسة التركية عناية خاصة، لشدة تأثيرها في مستقبل الحركة الإسلامية، كالجيش والعلاقة بالاتحاد الاوروبي. وأفادت كثيراً في الجانب التاريخي للحركة من كتابي مصطفى محمد ويوسف الجهماني، ولا سيمالأخير. كما أفاد في جانب التحليل السياسي، مما كتب محمد نور الدين عن حزب الرفاه. إقرأ المزيد