تاريخ النشر: 22/09/2009
الناشر: دار قابس للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لعزت مزهر عالمه الخاص يبنيه من الصخر والخشب والمعدن والمواد المختلفة، عالم يقوم على معطيات ثقافية متنوعة ومتسعة طولياً وأفقياً. فالتاريخ والتراث حاضر في أعماله من (عيون المها) إلى (المصلوب) إلى الأساطير القريبة منها والبعيدة، وكذلك الواقع بتنوعاته السياسية والوطنية والاجماعية من الأرزة بما تعنيه إلى (الدبكة) و(حاملة الجرة) ...وتأخذ الوجوه حيزاً مهماً من أعماله بعض هذه الوجوه لفنانين معرفين عرب وأجانب مثل (رشيد وهبي وفيلر) وبعضها الآخر لنماذج من أهل البلد (صباح الضيعة) متمثلاً بوجه قروي ينضح بالبراءة والعفوية والأصالة والرجولة...
إلى جانب ذلك نرى الموضوعات المجردة التي يحولها مزهر بقدرته الفنية المميزة إلى أشكال تنبض حيوية ودلالة، فإذا بالصهيل يتحول من صوت إلى شكل تكاد تسمع منه صهيل الخيول ولم يكن ذلك ليتأتي لولا قدرة التحوير والصهر الفائقة عند مزهر بين المدلولات وأشكالها تماماً كما يفعل الشاعر المبدع عندما تسمع من خلال حروفه أصوات الطبيعة الكائنات الحية، ولعل ذلك ما فعله فناننا مع منحوتات الحروفية عنده. والشيء نفسه مع (طائر السلام) و(العنفوان) و(انكسار القيد) وينبغي الإشارة هنا إلى أن الحلم والأمومة يشكلان موضوعات أساسية من أعمال الفنان مزهر كما أن الأفعى بما تعنيه أسطورياً ورمزياً تتكرر بأشكال ومواد مختلفة وبدلالات متنوعة...
أما الجسد خصوصاً العاري منه، فقد جعله مزهر في صلب هواجسه الفنية يساعده في ذلك ثقافته الفنية العالية وخبرته في علم التشريح الجمالي وقدرته المتمكنة في تصوير الأجساد فتشعر وكأنها تتمايل أمامك أو كأنها تنطق بما يريده الفنان مضيفاً إليها هذه الحركة التي يلين لها الرخام والخشب والنحاس فتشعر أنك أمام جسد من لحم ودم بتقاطيعه وألوانه وحضوره...
عزت مزهر فنان يجعل بإزميله وخياله الفن قريباً من أعصابك وهواجسك ويجعلك تندمج في عوالمه. إقرأ المزيد