تاريخ النشر: 04/09/2009
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:تهدف هذه الدراسة القيّمة بمحتواها المنطقي الفاعل والمؤثّر في النفوس الحرة الصادقة من الشعراء والكتّاب الشباب، للشاعر والكاتب الكبير أدونيس، والتي "تستعيد دراسات كُتبت في أوقات متباعدة"، إلى "إعادة النظر في الموروث الشعري العربي"، وإلى التأكيد أن التغيّر الذي يطال الشعر العربي هو "تغيّر في المفهوم ذاته"، وإلى "تجاوز ...الأنواع الأدبية، وصهرها كلها في نوع واحد هو الكتابة"، و"وضع الإبداع والنتاج الشعريين العربيين في منظور التجاوز الدائم، وتقويمهما استناداً إلى هذا المنظور".
يحلل الفصل الأول "القبول"، الذي ميّز مرحلة الشعر الجاهلي بما يعنيه من "رضى وطمأنينة ويقين"، وحياة الشاعر الجاهلي التي كانت "بؤرة نفسية يتلاقى فيها المكان والزمان، الضرورة والمصادفة. وهكذا يعرض نفسه قصدياً لمصافات الحياة، فمن يملك الشجاعة ليجابه خطر المكان هو، وحده، يعرف كيف يكون سيّد مصيره". ينتقل الفصل الثاني إلى مرحلة "التساؤل" في الشعر العربي بما يعنيه من "تمرّد ورفض وشكّ"، والحاجة إلى التحديث والبحث عن التجديد، في ظل الشعور بالغربة الذي فرضته حياة "المدينة" بين الشاعر والآخرين وبينه وبين الطبيعة، وعبّرت عنه تجارب "أبو نواس وابن الرومي وأبي تمام والمتنبي وأبي العلاء ومعظم الشعراء في المرحلة العباسية".
بعدها دار الشعر في مدار "الصنعة"، التي شكّلت "الهاجس المسيطر على مدى تسعة قرون"، وهو "هاجس بالأداء المتقن لا التفكير المتقن". "فأصبحت القصيدة في هذه القرون التسعة نوعاً من فنّ المزج بين اللغة والحياة في سبيكة أنيقة الصُّنع".
بدايات التحوّل "في النصف الأول من هذا القرن، إلى الشعر العربي الحديث تبدأ مع جبران خليل جبران في رؤيته "التي تطمح إلى تغيير العالم، فيما تصفه أو تندبه أو تفسره"، وتحمل ثلاثة صور هي: "التقليد والسلفية"، التجدد في المضمون والشكل معاً، ثم "رومنطقية الكآبة حيناً والغضب والعنف حيناً آخر، من جهة، ورومنطيقية التألق الشكلي التجميلي، من جهة ثانية".
أما فصل "آفاق المستقبل"، فيطرح "الصعوبة الأساسية التي نواجهها في الشعر العربي الجديد، وهي أن علينا أن نحدّده بالانسجام مع تراثنا وبالاختلاف عنه في آن". لكن "الطريق التي يترسمها الإبداع حدسية، إشراقية، رؤياوية. وهي تبحث عن الحلول في فيض الحياة وغناها، في تفجّر ممكناتها وتنّوعها". "والشاعر العربي الجديد في مغامرته هذه يتّجه نحو المستقبل، في تهيام غامر، مدركاً أن كل جزء من العالم لا يعرفه هو جزء آخر من نفسه لم يكتشفها بعد. وفي هذا الهيام يدرك أن جديده الحقيقي يعانق القديم الحقيقي". من السهولة بمكان إذاً معرفة هوية الشاعر العربي الجديد، وتحديد معالمه، أنه الشاعر الذي "يقودنا صوب عالم جديد، صوب إنسانية جديدة بآفاق وقيم جديدة"، والذي يسير في طريق الإبداع التي "تتبنى الإنسان لا النظرية، والحياة لا مقولات الحياة".نبذة الناشر:"تعيد دار الساقي إصدار هذه الدراسة الأدبية التي تدعو إلى إعادة النظر في الموروث الشعري العربي لا لإحداث القطيعة معه، بل لتؤكّد أن الشعر يتغيَّر شكلاً ومفهوماً ورؤية. هكذا سيكون الشِّعر طاقةً وينبوعاً. ولن تكون جِدّتُه في مُجرّد شكله، أو في مُجرّد مضمونه، وإنّما ستكون في قدرته على حَمْل الإنسان إلى أحضان المجهول.
إن الشعر العربيّ الجديد في صيرورة دائمة. وهو يتيح لنا أن نحيا بَهاءَ المصير على هذه الأرض." إقرأ المزيد