طوالع الانوار من مطالع الانظار
(0)    
المرتبة: 22,773
تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:حاز "البيضاوي" مصنف هذا الكتاب مكانة متميزة في حياته وبعد وفاته، فقد كان لتنوع معارفه ومؤلفاته صدى في معظم المصادر التاريخية وكتب التراجم. وتذكر المراجع التاريخية أن البيضاوي هو: قاضي القضاة ناصر الدين عبد الله ابن عمر بن محمد بن علي أبو الخير الشيرازي البيضاوي. كما تذكر أغلب المراجع ...أن البيضاوي سمي بهذا نسبة إلى قرية يقال لها "البيضاء" من أعمال شيراز.
وقد عرف البيضاوي بعدة ألقاب في حياته، فعرف باسم عالم أذربيجان، وشيح الناجية، وغير ذلك من الألقاب التي غالباً ما يضعها أصحاب كتب التراجم.
حصل البيضاوي العديد من فنون الثقافة في عصره، فقد نشأ البيضاوي نشأة علمية وطلب العلم منذ وقت مبكر خاصة وقد كان والده من كبار أئمة شيراز، فتلقن عن أبيه العلوم والفنون المتنوعة وتخرج في الفقه والأصول والمنطق والحكمة على الأسلوب الأعجمي الذي يجمع بين العلوم المختلفة بالترقي في درجاتها المتقابلة وتحقيق بعضها ببعض تحقيقاً يهدف إلى تكوين الملكة العامة المتصرفة بالتحصيل والتحليل والاستنتاج والبحث في العلوم على نسبة واحدة وتحرير قوالبها التعبيرية على منهج متحد وأسلوب مضطرد.
عرف البيضاوي في المحيط الفكري واشتهر أمره، بوصفه صاحب "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" وهو تفسيره المعروف للقرآن الكريم، كما وعرف بوصفه عالم من علماء الكلام حيث أن مؤلفه الكلامي "الطوالع" أثراً لا يقل خطراً وأهمية عن "الأنوار" وربما كان الطوالع أنفس ما كتبه البيضاوي على الإطلاق، نظراً للدور الذي لعبه هذا الكتاب في تأسيس الفلسفة الكلامية أو علم الكلام الفلسفي.
والطوالع نموذج جيد للمؤلفات الكلامية في عصر البيضاوي، وضع فيه مؤلفه تفصيلاً لمشكلات علم الكلام والفلسفة، وناقش هذه المشكلات مناقشة وافية من وجهة نظره كأحد أقطاب الأشاعرة، حيث لا يخفي على المطالع ذلك المنهج الأشعري الذي اتبعه البيضاوي جملة وتفصيلاً.
وقد ظهرت الروح الأشعرية واضحة في الطوالع وضوحاً ملموساً نظراً لمتابعة البيضاوي فيه لواحد من أقطاب الأشاعرة السابقين عليه، هو فخر الدين الرازي (المتوفي 606هـ) الذي تقيد البيضاوي بخطاه. وأخص ما يميز طوالع الأنوار، هو طابع الدقة المتناهية في تحديد الألفاظ والمصطلحات الكلامية والفلسفية، بالإضافة إلى طابع الإيجاز الشديد الذي عرض به البيضاوي لموضوعاته.
وثمة خاصية يجدر الإشارة إليها هنا، وهي ذلك الطابع الشمولي في عرض الموضوعات وهي خاصية لا تميز الطوالع وحده، بل كانت الطابع العام لمؤلفات ما بعد القرن السادس الهجري على وجه التحديد. ويبدأ كتاب الطوالع بمقدمة حول (نظرية العلم) حيث يتناول البيضاوي موضوعات: النظر، الحجج وأنواعها، القياس، أحكام النظر. وهي الموضوعات التي يعتبرها المتكلمون بمثابة (المدخل) أو المقدمات الضرورية للعلم بمعناه الواسع.
ثم ينقسم الطوالع إلى ثلاثة كتب: الكتاب الأول (في الممكنات) ويناقش البيضاوي فيه (الأمور الكلية) في الباب الأول، وهو يسير على منوال الأبواب الباقية من حيث انقسامه إلى فصول تتناول المشكلات المتعلقة بموضوع الباب، فيبدأ بتعريف عام للمشكلة، ثم يورد مختلف الآراء في القضية التي يتعرض لها، قاطعاً السياق في أحيان كثيرة، ليدلي برأيه الشخصي الذي عادة ما يبدأه البيضاوي بكلمات مثل: قلت... وأعلم أن... وأجيب بأن... الخ.
والباب الثاني من الكتاب الأول بعنوان (في الأعراض) وفيه يناقش البيضاوي موضوعات مثل، المباحث الكلية، مباحث الكم والكيف، الأعراض النسبية.. الخ، وفي هذا الباب نلمح بوضوح جوانب ثقافة البيضاوي، حيث يعرض البيضاوي فيه لآراء أصحاب العلوم والمعارف المختلفة، فلا يقتصر على علم الكلام، بل يتعدى ذلك إلى علوم ومعارف أخرى كالطب والفلك والضوء والألوان، وهذا ما يبدو واضحاً عند مناقشته لمباحث الكيف. وهذه المناقشة إن دلت على شيء، فإنما تدل على سعة إطلاع البيضاوي وإحاطته بثقافة عصره وكذلك الثقافة السابقة عليه، خاصة وأنه في كثير من الأحيان يرد تلك الآراء العلمية لأصحابها دون غيرهم.
والباب الثالث في (الجواهر) وقد توسع البيضاوي في هذا الموضوع وناقشه مناقشة مستفيضة، أورد فيها مختلف الآراء حول موضوع "الجوهر"، كما اهتم البيضاوي اهتماماً خاصاً بآراء الفلاسفة (الحكماء) في الجوهر، ورد عليها بالحجج النقلية من آيات وأحاديث نبوية.
والكتاب الثاني (في الإلهيات) والباب الأول منه يتناول "ذات الله تعالى" حيث عرض البيضاوي للحجج العقلية والنقلية في التنزيه، ونفي الجسمية والجهة عن ذاته تعالى، بما يوافق ما ذهب إليه جمهور الأشاعرة، وقد رد البيضاوي في هذا الباب على شبهات القائلين بالاتحاد والحلول، ودون أن يذكر واحداً من أصحاب هذا القول، وذلك على غير عادته في رد الأقوال إلى أصحابها من العلماء والمتكلمين.
والباب الثاني في صفات الله تعالى، ويبدأ بالصفات التي تتوقف عليها أفعال الله تعالى، كصفات القدرة والحياة والإرادة، ثم يتناول بقية الصفات في الباب الثاني، الذي حشد فيه البيضاوي آراء الأشاعرة وحججهم التي ردوا بها على المعتزلة، أما الباب الثالث، فيتناول فيه البيضاوي (الأفعال الإلهية) وما يتعلق بها من موضوعات كلامية كالتحسين والتقبيح، وقد عرض البيضاوي فيه لأقوال المعتزلة ورد على جملتها.
والكتاب الثالث في النبوة، وفي الباب الأول يعرض البيضاوي لمعنى النبوة وحاجة البشر إليها، ومعجزات الأنبياء، ونبوة "محمد" عليه الصلاة والسلام. كما تعرض البيضاوي للموضوعات المتعلقة بالنبوة مثل عصمة الأنبياء وتفضيلهم على الملائكة.
والباب الثاني يناقش (الحشر والجزاء) حيث يتناول البيضاوي الموضوعات السمعية المتعلقة بالحشر، كالجنة والنار والثواب والعقاب وعذاب القبر.
وآخر أبواب الكتاب الثالث في الإمامة، وهو أيضاً آخر موضوعات "طوالع الأنوار" وقد أكد البيضاوي في هذا الموضوع على رأي جمهور أهل الإسلام في الإمامة وفضل الخلفاء الأربعة، في مقابل ما يذهب إليه الشيعة على اختلاف فرقهم وأهوائهم، وما خرجوا به من إجماع الجمهور، وقد توقف البيضاوي طويلاً عند دعاوى الشيعة وتحرى الردود عليها، كما توقف عند إمامة علي بن أبي طالب كرم الله وجهة، وهي التي قامت حولها أهوال التشيع والقرمطة والزندقة التي لطخت التاريخ الإسلامي. إقرأ المزيد