إيليا أبي ماضي - الأعمال النثرية
(0)    
المرتبة: 19,930
تاريخ النشر: 15/05/2009
الناشر: دار العودة
نبذة نيل وفرات:عرف الناس أبا ماضي شاعراً مجيداً فذّا يحبب إليهم "الحياة" ويدعوهم للابتسام كلما رماهم الدهر بسهم من سهامه الطائشة القاتلة، ولكنهم لم يعرفوا شيئاً عن أبي ماضي الكاتب، وذلك لأن آثاره الأدبية ظلت مجهولة غير مطبوعة حتى عصرنا الحاضر". من هنا تكمن أهمية هذا الكتاب الذي يضم الأعمال النثرية ...للشاعر، بعد أن جمعها وقدّم لها د. حاطوم، وهي عبارة عن الكثير من المقالات على شكل خواطر وأفكار وتعليقات متنوعة ومتشعبة، بدأ أبو ماضي بنشرها عام 1928، في مجلة "السمير" التي أصدرها من نيويورك، تحت عنوان "يوميات" التي لها "قيمة أدبية تستحق الذيوع".
يعطي التقديم فكرة عامة عن حياة الشاعر منذ نشأته في المحيدثة بالقرب من بكفيا في لبنان، إلى استيطانه مصر لمدة سنتين، ومن ثم عودته إلى لبنان، وهجرته بعد ذلك إلى نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية حيث عمل في الصحافة، إلى أن أنشأ مجلته الخاصة "السمير" والتي حاول الحفاظ على استمراريتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يمر بها العالم.
تنساب بعد ذلك مقالاته، المقال تلو الآخر، وقد غلب عليه فيها طابع "الأديب الواعي، والمصلح الاجتماعي الذي يبحث عن العلل والأمراض ليصف لها الدواء الشافي".
"الخاتم والوردة" هو المقال الأول، ويبحث بأسلوب أدبي شيق، "مشكلة الفتيات اللواتي يجدن أنفسهن بعد أن تزلّ بهنّ الأقدام يقفن في قوارع الطرقات". ثم مقال "الأفيال المسمومة" الذي تتطرق فيه إلى مأساة صيد الفيلة. في مقال "ما هي أسباب الثرثرة"، يعرّف الثرثرة "بالإكثار من الكلام وترديده"، وينتقد سكوت بعض الأدباء وإعلان عجزهم.
يتضمن الكتاب أيضاً مقالات كـ"الضواري البشرية"، و"عناد الجاهل"، "والشعور الحقيقي جمال النفس"، و"تجار الأقاويل"، و"ولادة الإنسانية"، و"الإسراف والبخل"، و"كيف ينبثق النور"، و"مشكلة الشباب"، وغيرها.
كان أبو ماضي في مقالاته التي تعكس رغبته بإصلاح الفرد والمجتمع، يحرص "على الاستشهاد بصحة آرائه بأبيات من الشعر"، وكنموذج لذلك استخدامه لهذا البيت: "فاختر صحابك وانظر في اختيارهم إلى الخلائق قبل اللون والدين".
"كان يمكننا أن نرشح أبا ماضي لنيل جائزة السلام وهي جائزة يستحقها عن جدارة لأنه قد كان حقاً أديباً وشاعراً وناثراً محباً لأخيه الإنسان عاملاً على إسعاده عبر نصائحه التي كان يسديها إليه". يظهر هذا الكتاب النادر كل صفات هذا الشاعر الكبير والأديب، من خلال تجميعه لمقالاته الأدبية النثرية التي لا تقل أهمية عن شعره المعروف والمحبوب. إقرأ المزيد