تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:التعبير عن الأفكار في إطار سردي ظاهرة أدبية عرفها الأدب العربي الحديث والقديم. و(غاية الحق) لا تند عن هذا السياق، على أن الإطار السردي مرن يمكن أن يمتد من الحوار إلى الرواية.
مؤلف الرواية هو فرنسيس فتح الله المراش (1835-1874). وهي الرواية التي نُشرت للمرة الأولى في حلب ...سنة 1865، فكانت برأي النقاد: الرواية العربية الأولى التي عرفها العصر الحديث. قدم للرواية الدكتور جابر عصفور ورأى أن تأليفها مرتبط بأمرين: أولهما وعي المدنية المحدثة الذي انطوى عليه المرّاش، خصوصاً الوعي بمدينة حلب التي تعددت أديانها وأجناسها، ووصلت في علاقات التحديث إلى الدرجة التي تأسست بها أنواع من الحواريات الفكرية والإجتماعية التي كانت بمثابة النسخ التي استمدت منه "غاية الحق" موضوعها الأساسي، وهو موضوع الثورة الفرنسية عن الحرية والعدالة والمساواة، ... أما الأمر الثاني الذي دفع المراش إلى الكتابة برأي عصفور أنه كان يحلم بعالم جديد، تتحقق فيه شعارات الحرية والعدالة والمساواة، ويتنازل فيه السلطان العثماني عن رؤى العالم القديمة ليفسح السبيل إلى عالم واحد تتحقق فيه مملكة التمدن التي عثر عليها المراش في "غابة الحق".
مهما يكن من أمر، فإن القارىء لهذه الرواية، وباستثناء الراوي الذي هو مؤلف النص كله، وبطله ايضاً، لن يجد نفسه – أي القارىء – في مواجهة كون روائي فيه بشر من دم ولحم، ولا أحداث من تلك التي تعوّدنا أن نراها في النصوص الروائية العربية بل، ثمة ملك ومملكة وحروب وفيلسوف واستشهادات من الشعر تصل إلى ما يمكن أن يكون قصيدة بكاملها، ويأتي الشعر في "غاية الحق" ضمن مناطق السرد المتوترة، حيث ترتفع درجة الإنفعال، سواء في دائرة الإعجاب أو التأسي أو التمثيل. وأغلب الشعر المستشهد به هو من نظم المراش، ما يكشف عن موهبة شعرية فذة.
وأياً يكن النوع الأدبي يندرج ضمنه "غاية الحق"، نحن بإزاء نص سردي صادق، جريء، ينقل التجربة بأمانة فيدخلنا منطقة الأدب الحقيقي، في عصر لا يزال بحاجة إلى الكثير من الإكتشاف في عالم الأدب ورموزه وصانعيه ... إقرأ المزيد