جدلية التواصل في العمارة العراقية
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:إن من أهم الجدليات في تاريخ العمارة العراقية هي تلك المتعلقة بمسألة تواصل الطرز والتقاليد المعمارية الوادي رافدينية في الحقبة الزمنية الممتدة بين سقوط بابل، عاصمة آخر الإمبراطوريات الوادي رافدينية العريقة عام (539 ق.م) وبين الفتح العربي الإسلامي للعراق عام (632م)، تلك الحقبة التي ارتأى البحث آن يطلق عليها ...تسمية العصور الوسيطة في تاريخ العمارة العراقية.
وتبرز مشكلة البحث الرئيسة من التفسير الخاطئ للبعد الحضاري للعمارة العراقية وتاريخها، تلك المشكلة التي ابتدعتها في الأساس الأدبيات الغربية التي تفترض خطأ بأن سقوط بابل قد وضع النهاية لجميع التقاليد الحضارية والمعمارية والطرازية الوادي رافدينية القديمة، وبذلك فهي تنسب جميع الإنجازات المعمارية العراقية في مرحلة العصور الوسيطة في العراق إلى مجموعة من الأقوام غير العراقية التي احتلت أرض العراق في فترات مختلفة من تلك الحقبة.
إن خطوة هذه الإدعاءات تنعكس في تحليل العمارة العربية الإسلامية في العراق، من وجهة النظر الغربية أيضاً، حيث تنكر معظم أدبياتها تواصل هذه العمارة مع الأصول الوادي رافدينية القديمة وتُصِّر على أنها تقاليد وطرز معمارية أجنبية.
ولغرض التحقق من فرضية البحث وتحقيق أهدافه الرئيسة، فقد تم اعتماد منهجاً تحليلياً لعمارة العصور العراقية الوسيطة مقارنة بالخصائص الطرازية الأساسية للعمارة الوادي رافدينية.
مع إشارة خاصة إلى دور عرب العراق قبل الإسلام، وبالتحديد دور مملكتي عرب الحضر وعرب الحيرة، كحلقة وصل في نقل تقاليد العمارة الوادي رافدينية وطرزها إلى العرب المسلمين الأوائل في العراق مؤسسي الجيل الجديد من العمارة العراقية تحت لواء الإسلام.
يتألف البحث من بابين رئيسين يشتملان على مقدمة وستة فصول، الباب الأول يركز على بناء القاعدة المعلوماتية والمعرفية الأساسية فيما يتعلق بالبعد المفاهيمي لمصطلح التواصل ووسائل دراسته وتشخيصه في تاريخ العمارة وإمكانية إعتماد دراسة الطرز المعمارية كوسيلة لهذا الغرض.
أما الباب الثاني، فيوضح الإطار النظري الممكن إعتماده في دراسة التواصل في العمارة، فيعرض في الفصل الثالث المنظومة التحليلية التي تم بناؤها لدراسة الخصائص الطرازية في العمارة وفق منظور علاقة الطراز ببعديه، المفاهيمي المتحقق من قيم النمط، والشكلي الممكن إستنباطه من الأنموذج المعماري، ويتم تطبيق هذه المنظومة في الفصل الربع لتشخيص الخصائص الطرازية للعمارة الوادي رافدينية القديمة والتي تم تسميتها الحقبة الأساسية (المرجع) في الدراسة التحليلية المقارنة، أما الفصل الخامس، فيتناول عمارة العراق في العصور الوسيطة بالدراسة والتحليل مع التركيز على دور كل من الأقوام الأجنبية وعرب العراق قبل الإسلام في عمارة هذه الحقبة.
ومن خلال التحليل المقارن لما تم إستخلاصه من الفصلين الرابع والخامس، أمكن التوصل إلى مجموعة من المؤشرات حول مفهوم التواصل في عمارة العصور الوسيطة وأبعاده، التي تم التعرض إليها في الفصل السادس والأخير بالإضافة إلى مجموعة من الإستنتاجات النهائية والتوصيات الخاصة والبحوث التكميلية لهذا البحث. إقرأ المزيد