تاريخ النشر: 22/10/2008
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:بعقلين، بلدة لبنانية عريقة في جبال الشوف. دخلت التاريخ منذ القرن السادس عشر كمهد للإمارة العربية المعنية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. كان عنوانها الأول مجد السيف تشق به غبار الأيام بين صراعات الدول شرقاً وغرباً. سطرت بعقلين، كعاصمة للإمارة المعنية، صفحات مشرقة منس جال تاريخي لم ينقطع بين ...شغف الاستقلال ونزعات سيطرة الأقوياء من حولها.
وبهذا الإرث التاريخي صارت رمزاً، بل أسطورة لفكرة كيان لبنان المستقل. لكن بعقلين على تعدد ميزاتها وفضائلها أعطت تراثاً حضارياً لا ينضب على صعيد الثقافة، فما عادت تذكر إلا مقرونة بكبار في الشعر والأدب والفكر والفن، وسائر ألوان الإبداع والقيم، وكأنها بذلك تشكل نموذجاً فريداً لعطاءات لبنان. فلا يمكن أن يتردد أحد في اختصار صفاتها تلك بأنها مدينة التواصل الثقافي المستمر لأجيال وأجيال.
للقاصد إليها من العاصمة اللبنانية بيروت، تطل بعقلين بجمال طبيعتها في حياء وخفر، تفك أزرار ثوبها عروة عروة، وتطالعك تلة تلة وهي تتصاعد نحو السماء من أعالي وادي الدامور المهيب.
تكتاز بعقلين بتنوع أحراجها الخضراء، من الصنوبر والسنديان والملول والبطم والزيتون، وبطيب مناخها واعتداله. يكسوها الثلج في زيارات متقطعة في فصل الشتاء دون أن يوقف دورة الحياة فيها واصتالها بالمحيط. تفرش أجنحتها بين عدة بلدات مجاورة حملت على أكتافها مئات السنين من تاريخ لبنان، كبيت الدين ودير القمر والسمقانية والمختارة.
بوابة بعقلين سوقها القديم، يتوسط حارتيها الفوقا والتحتا. وهو يبدأ بسراياها الأثرية التي تؤرخ للانتقال من عهد الإمارة في الجبل إلى النظام الإداري الحديث، نظام القائمقامية والمتصرفية، وينتهي سوقها عند سور المدافن وخلفه شواهدها الدالة على إرث قديم.
قيل في معنى أسمها الكثير، كبيت الأذكياء والعقال، أو المكان ذو المنعطفات واللفتات المدروز بمنابت الشوك ذي اللون الذهبي. وقيل أنه مشتق من عقلين أو مرقبين بالنظر لموقعها الجغرافي المشرف على البحر، وهي ترصد مده وجزره، وموجات الدول والشعوب التي عبرت سواحلها وشاطيه. ولعل هذا ما شجع القبائل العربية أ، تنزل فيها متحصنة لمراقبة وحماية الثغور. إقرأ المزيد