التحقيق الوجودي في الإسلام بين البرهان والعرفان
(0)    
المرتبة: 130,981
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:سعى هذا الكتاب لفهم التحقق الوجودي في الإسلام انطلاقاً من مقدمات سبق للقدماء. من اليونان، أن اعتبروها في فلسفتهم الإلهية، ودللوا من خلالها على حقيقة وجود الأشياء سواء في العالم المحسوس أو المعقول، هذا فضلاً عما ذهب إلهي هؤلاء الفلاسفة في نظرية التحقق الوجودي لجهة تأكيدهم على ضرورة أن ...تكون الصورة ملازمة للهيولى، إذ إنه يستجيل عندهم أن يكون ما هو بالقوة متقدم على ما هو بالفعل لما يؤدي إليه ذلك من أخطاء نظرية تنعكس سلباً على فلسفة التوحيد خاصة، وعلى فلسفة الوجود عموماً.
وبشكل عام ينقسم الكتاب إلى سبعة فصول: أما الفصل الأول والثاني، فقد توقف عند الاختلافات في وجهات النظر بين شراح الفلاسفة القدامى، حيث ذهب كل فريق منهم، بعد أن انقسموا بين مثالي وواقعي، حسي وعقلي، إلى الإدعاء بأنه الأقدر على فهم فلسفة (أفلاطون وأرسطو) لجهة ما اعتبرته هذه الفلسفة في الكليات والجزئيات وغير ذلك مما يحتاج ذكرع إلى كتاب. وكما هو معلوم عند أهل العقل أن للتحقق الوجودي جذوره في الفلسفة اليونانية (الإلهية). وما جاء به الإسلام على الصعيد النظري لم يكن مجهولاً تماماً عند الأقدمين ممن اهتموا بالإلهيات، حيث أن أغلبهم عاش مع الأنبياء وتأثر بتعالليمهم الإلهية، والحق يقال: إن للأنبياء دوراً كبيراً في صياغة النظرية الفلسفية اليونانية.
كما يمكن القول: إن (أفلاطون وأرسطو) أفكاراً ومقولات مهمة لا يرفضها الإسلام بل يزم بالأخذ بها باعتبارها حقاً، والحق لا يضاد الحق، وهو واحد لا يتعدد بتعدد الرجال ومرور الأزمان.
من هنا كان لا بد من مقدمات واعمومات سابقة على الإسلام وموافقة له، وكذلك كان لا به من إبداء بعض الملاحظات العامة حول فلسفة (أفلاطون وأرسطو) بهدف معرفة ما آلت إليه النظرية الفلسفية بعد ملاحظة آراء وتأويلات الفلاسفة المسلمين لنظريات الأقدمين.
كما عالج الكتاب بعض المقولات التي أسيء فهمها عن قصد أو عن غير قصد من قبل شراح (أفلاطون) و(أرسطو) ممن أخذوا على عاتقهم تثقيف المجتمع فلسفياً بطريقة لا تتناسب والحقيقة الفلسفية والبراهين العقلية التي هي المعيار الأساسي في فهم أي نظرية يراد لها أن تخرج من ظلمة العدم إلى نور الوجود.
أما الفصل الثالث، فهو يتضمن معنى الإبداع والتحقق واسبقية أحدهما للآخر وضرورة أن يكون الإبداع سابقاً على التحقق، إذ أن الله تعالى هو لا يحقق شيئاً إلا بعد أن يقول له كن حيث بها كانت الأشياء، وبها يكون فسادها، فإذا وجد العالم لا بد أن يحقق بتلك الصور الإلهية المحركة لهذه الأشياء نحو غايتها.
أما الفصل الرابع، فهو يتضمن أربعة مباحث، وفهي بيان معنى تحقيق الصور الإلهية لمواد هذا العلم، وبيان كيفية عودة الأشياء إلى الله تعالى وفناء الجميع عن نفسه وبقائه في الله تعالى. إضافة إلى بحث تحقيق المعاني للألفاظ، ولقد أولينا هذا البحث اهتماماً خاصاً ونتمنى أن نكون في مستوى هذا البحث الذي له من المحن في التاريخ والبلاءات بقدر ما له من الإهمال في هذا الزمان.
أما في الفصل الخامس، فقد تم الإشارة إلى معنى أن يحشر الناس إلى الإمام المهدي حشراً صورياً برزخياً، حشراً له من الحقيقة بقدر ما له المعرفة على خلاف الحشر الذي تم لفرعون نتيجة لاستخفافه بقومه واستعباده لهم. وقد قام لذلك بالحديث عن طبيعة العلاقة بين الخالق والمخلوق، وعن أثر الحقائق الإيمانية المختلفة المراتب في واقع الإنسان سواء أكان مطيعاً أم عاصياً.
أما الفصل السادس، فهو يتضمن معنى التواصل الوجودي باعتباره نتيجة للتحقق الوجودي، إذ إنه يستحيل أن يكون شيئاً ما غير متحقق الوجود، ويكون متواصلاً، وإن شئت فقل هو فرع التحقق الوجودي لجهة ما هو عليه من اعتبار روحي خاص بشهادة قوله تعالى: "ولقد وصلنا لهم القول" أحياءً لهم لعلهم يعتبرون، بحيث معنى وصل الحوادث لهم أحداثاً لمفهوم الاعتبار عندهم في الزمان الذي يعيشونه، هذا هو المعنى القريب للتواصل، أما المعنى البعيد، فهو تواصلهم خارج حدود الزمان والمكان.
أما الفصل السابع، فهو يتضمن حقيقة الحشر الحيواني، أو المسخ الحيواني لإنسان مات قلبه من دون لزوم التناسخ الذي يفضي إلى تبدل في الأنواع، وقد ذكر لجملة من الأقوال لبعض العرفاء تشير إلى هذا المعنى. إقرأ المزيد