فلسفة القدر في فكر المعتزلة
(0)    
المرتبة: 22,987
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:اعتقد المعتزلة أن الإنسان قادر على خلق أفعاله، ومعنى هذا أن الإنسان الفاعل القادر هو طاقة حيوية متحركة بفاعلية معينة وتتمثل هذه الفاعلية بوقوع الفعل منه حسب قصده ودواعيه، والقول بإثبات القدرة للإنسان لدى المعتزلة يستلزم القول بالحرية إذ أن البحث في تلك المسألة عند المعتزلة، يرتبط إلى حد ...كبير بقضية أفعال الإنسان، والعلاقة بين عمله وإرادته وقدرته المطلقة.
والمؤلف إذ يستخدم لفظة (القدر) عنواناً لكتابه ينطلق من إن هذه اللفظة جمع لفظة (القدر) وقد أشار المؤلف في ثنايا بحثه إلى أن هناك تقارباً بين مذهب المعتزلة هذا وتيار فلسفي غربي آخر، يسمى فلسفة القيم، وأصحاب هذا المذهب يقولون أيضاً بحرية الإنسان واختياره. وهو بهذا مدفوع برغبته في إظهار التماثل معنى ومصطلحات بين القدريات عند المعتزلة وفلسفة القدر الغربية.
وقد تمثل المؤلف في كل هذا منهجية المعتزلة وعقليتهم في البحث الذي قدمه. إذ أنه يرى أن المعتزلة قد اعتمدوا في أبحاثهم تنظير العلاقة بين الله والإنسان مما يظهر نزعتهم الإنسانية. كما أنهم اعتبروا حرية الاختيار جوهر الإنسان العاقل المفكر والمكلف فعل الحرية هو الذي يميز الإنسان المكلف عن غيره من الكائنات. ويعتقد الدكتور دغيم أن الله قد غدا في نظر المعتزلة مجموعة من الأقدار أو قدرة مطلقة أو منزهة يتجه نحوها الإنسان بذات فاعلة وليس بذات مقتبلة، لذا غدا البحث بالقدرة محور اهتمام المعتزلة ونقطة ارتكازهم التي انطلقوا من خلالها لبناء مذهب متكامل.نبذة الناشر:كل عصر من العصور، وكل حضارة من الحضارات، تواجه بإشكالات، وأسئلة معينة، منها ما هو محدود بزمانه ومكانه، ومنها ما هو مستمر، جدلي وقائم في مستقبل الزمان.
والحضارة العربية، لا تخرج عن سياق الحضارات الأخرى التي جوبهت بمعضلات رئيسة، تمثلت في تيارات فكرية، وفلسفية جاهدت في الوصول إلى حلول وأجوبة لهذه المعضلات، منها ما أجيب عليه، ومنها ما ظل معلقاً في الزمان والفراغ.
وإذا كانت الفلسفة في سياق تطوري متصاعد، وكان هناك قضايا متشركة في الفكر الإنساني، تكون المعتزلة هي المدرسة الفلسفية العقلية الأولى في سياق الفكر العربي الحضاري، التي تصدت لمعضلة الإنسان، موقعه من الكون، وغاية وجوده، أي أنها بحثت بشكل عام مشكلة، الكائن والوجود، الإنسان والعالم، وأوغلت داخل الروح البشري، ضاربة جذورها بين البداية والنهاية، ثم ما قبل البداية، حتى اللانهاية.
لم تترك المعتزلة موضوعاً يتعلق بالكائن إلا طرقته، ناقشت مشكلة الجسد والروح، والمادة والمعنى، الشكل والماهية، مرتكزة في طروحاتها على العقل، وعلى الفعل البشري بما هو معطى وموجود، داخلة في مشكلة الجبر والاختيار، "هل الإنسان مسير أم مخير؟" ذاهبة إلى الأخلاق في بحثها عن نزوع الكائن، وجدل أفعاله بين الخير والشر. صائغة ملحمة العقل البشري في ذلك الزمن.
أما كبرى المشكلات التي انغمست فيها فلسفة المعتزلة العقلية، فهي مشكلة الحرية، وهذه المشكلة ما زالت أصداؤها تتردد في كامل تيارات الفكر والفلسفة في العصر الحديث. إقرأ المزيد