تاريخ النشر: 17/04/2008
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:"كان الفجر يوشك أن يصحو من رجفات الحزن الساهر على أضواء الشموع، وخيوط من وله الذكريات تختصر المسافات، تأتي من خلف مدن الزمان محمّلة بغبار السفر من محطات الخيال المقترنة... بالذهول، والسرور، والصمت، والوحدة. كانوا في معيته، هم أصحابه الأوفياء في مسارات الجهد والتعب، وكم تتحدث الأيام والساعات والثواني ...مع روحه حديث الوامق في عشق الظلام الممتد تحت أجنحة الطيور المسافرة عن أوكارها، في رحلة الفصول، فيسافر معها بذكريات تسترجع الحنين المرّ على شواسع العمر الجميل، حين ينظر إليه بعد الجدب وعليه ندوب الغدر، وإصفرار الطُّهر، وإنحناء الشباب من وعثاء الدروب، وقبل أن ينبلج صبحه، وقبل أن تلوح شموس فجره، تراءى له في الظلمة غصن الهزيمة يلتقط آخر أنفاسه، ثم إذا به يتهاوى ويسقط على أديم الأرض تاركاً أوراقه الصفراء تختلط بطين الأرض، تحملها الرياح إلى أجداث الهباء، كأنها تحمل خيبات السنين التي عشقت الظلام، يوم أن كان العمر وليداً، والبراءة طفلاً لا يعرف إلا الحب، والصدق، والبوح. لم يكن يدري: أنه كان يعشق الظلام، وأن روحه كانت تضيء مجاهل السواد بصفاء نفسه التي لم تكن تعرف مكامن البغض، وكهوف الخديعة، وغياهب الأسى، عندما استفاق على مواكب الفجر وهي تقترب رويداً رويداً. بدا له شروق الشموس التي حُجبت بستائر الغفلة عندما استضافه الحب في مدائن الظلم، فلم يكن يعرف إلا أن محبوبته فيه فيراها نوراً، ولم يدرِ أنه نور روحه الذي كان يملئ مساحات الزمن، وأنه كان يعشق الوهم الذي كان يغلق عنه البهجة ويجسد له الخوف في دوائر أشباح الظنون، وهو يتقاسم أيام المكوث في عيون الخديعة تغريه بإبتسامتها الصفراء، وتتلون في جلود حرباء الصحراء، فيظنها قوس قزح، أو الشفق المرتمي على ركام السماء تائها في سراب الأمل، سائراً إليه راكباً صهوة السنين حتى وصل إلى مشارف الفجر، فاشتعلت الشمس، وافتضح أمر الظلام...".
تستمتع بأحاديثه التي تملأ بمعانيها ومبانيها مساحات فكرك، وشعورك. ففي معانيه عمق وفي عباراته شفافية، وفي تراكيبه صنعة لغوية هذه كلها تأتي متناغمة في استرسالات تشدك إلى النهاية، وإلى هذا فإن أحاديث عبد الله محمد صالح باشراحيل لم تتوقف عند منعطفات أدبية معينة، بل هي امتدت في إهتماماتها لتتناول الأحداث، فتنوعت مواضيعها مثرية النصوص بتطلعات واعية الهدف منها النقد البناء لقضايا مجتمع قضايا تلعب دوراً هاماً في تقدمه وتطوره.
تناول الكاتب قضايا عدّة اجتماعية منها وسياسية أو أدبية أو ثقافية أو دينية، تناول قضية الزواج والطلاق والجريمة والعقاب والمشاريع الإستثمارية في قبور الدرجة الأولى وتناول قضية الحداثة الشعرية اليوم والإسلام المتجنى عليه والعقلنة بدل العلمنة، وتطرق إلى مهرجان الشعر العالمي في كولومبيا وردّ على المتخرصين عن مشاركته مع الشاعر اليهودي أهارون شبتاي كما أنه لم يغفل عن التطرق إلى الحديث عن ثلّة من المبدعين في الحقول الأدبية وعن المنابر الصحفية ولن ولن لتأتي أحاديث الأحداث مجتمعة مكملة بعضها البعض في إنسجام تعبيري لغوي ودلّل على براعة قلم كتب بلسان الأديب الشاعر الثائر الإنسان العالم بدواخل وخفايا مجتمعه وإنسانه.نبذة الناشر:صوامع أو كهوف أو مغارات أو أقبية أو غرف من بيوت الليل التي يسكن إليها المتأملون.. وكم خرج منها عظماء البشرية من أنبياء الله ومن حملة ألوية الفكر الكثير كأنما تلك الأماكن محطات لشحن فراغ القلب والعقل بأبجدية الفهم الحي للحقائق الكونية فإذا كان الفكر متجاوزاً في تطلعاته حمل العقل والقلب على مغالبة الوحدة باستئناس النبض الكوني من حوله وتسخير دقائق الأشياء للسؤال الذي يجند أمماً من المتحصصين العاملين في خدمة الأسئلة والإجابات هي قدرة الفكر على الاستنباط، والكشف، والمحاورة حتى تبيان حقيقة ما. حيث أن الفكر قائم على التقادم والتواصل... إقرأ المزيد