تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الجاحظ هو عمرو بن بحر الجاحظ، أبو عثمان البصري المعتزلي، وسمي الجاحظ لجحوظ عينيه. وتنسب إليه الفرقة الجاحظية من المعتزلة كان مولده سنة (418هـ). صنّف الكثير في الفنون. كان بحراً من بحور العلم؛ رأساً في الكلام والاعتدال، وعاش تسعين سنة، وكان أحسن تآليفه وأوسعها فائدة كتاب البيان وكتاب الحيوان ...الذي نقلب صفحاته. وهو كتاب يوهم عنوانه بأنه مقصور على الحيوان إلا أن الكتاب يتضمن علوماً ومعارف أكبر من العنوان، فقد أطنب المؤلف في ذكر آي القرآن الكريم، وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما صور فيه العصر العباسي وما انطوى عليه من ثقافة متشعبة الأطراف، وعادات كانت سائدة حينذاك، كما تحدث فيه عن الأمراض التي تعترض الإنسان والحيوان؛ وطرق علاجها، وتطرق إلى المسائل التي عرف بها المعتزلة، وتحدث عن خصائص كثيرة من البلدان، كما عرض لبعض قضايا التاريخ.
كل هذه العلوم كانت تتخللها الفكاهة التي بثها الجاحظ بين الفينة والأخرى، مما جعل كتابه بغية كل قارئ، فإن أراد الشعر وجده في أغنى الكتب الحافلة بالشعر، وإن أراد معرفة معلومات دقيقة عن البشر أو أحد الحيوانات وجد ضالته في تضاعيف هذا الكتاب. وإن أراد الاطلاع على ما قالته العرب من أمثال وجد الكمّ الوافر منها، وإن حثته نفسه على مطالعة فكاهة وجدها مبثوثة في صفحات متعددة من هذا الكتاب الضخم؛ وهذا ما يجعل كتاب الحيوان مجموعة كتب ضمها كتاب واحد.
وقد قسم الجاحظ كتابه إلى عدة أبواب، وهي أبواب طويلة، يكاد يصل عدد صفحات بعضها إلى حوالي مئتي صفحة. وقد أبقى المحقق على هذا التقسيم إلا أنه أشفع هذا التقسيم بعناوين فرعية تعطي فكرة عن مضمون الفقرة، مقتبساً العناوين من مضمون كلام الجاحظ. بالإضافة إلى ذلك فقد عمل المحقق على إضافة ما وجده ساقطاً. وكان من أهم المصادر التي أعانته في استدراك السقط كتاب "ثمار القلوب" للثعالبي. كما عمل المحقق على تخريج الآيات والأحاديث والأقوال والآثار، وقدم تخريجاً وافياً للأشعار والأمثال والأخبار، حيث لم يدع قولاً أو أثراً أو مثلاً أو بيتاً من الشعر إلا وقد تمّ التنقيب عنه في المظان المتوفرة. ويتضح جهد المحقق من الحواشي التي ذيّل بها متن الكتاب ومن خلال المصادر التي أشفعها بنهاية الكتاب. إقرأ المزيد