تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار ومكتبة الهلال
نبذة نيل وفرات:يذكر المحقق في مقدمة الكتاب بأنه لم يرد ذكر لهذا المؤلف في كتب الجاحظ ، إذ ذكر أبو عثمان أسماء نحو ستة وثلاثين من مؤلفاته في مقدمة " كتاب الحيوان " وليس فيها إشارة إليه قريبة أو بعيدة . كما ذكر في بعض رسائله أسماء محدد من كتبه الكثيرة ...، وأغفل هذا الكتاب إغفالاً تاماً . وكذلك خلت المصادر القديمة من ذكره ، عدا كتاب الخزانة للبغدادي . أما المصادر الحديثة فقد ذكرته ، منها أدب الجاحظ للسندوبي ، وكتاب تاريخ الأدب العربي لبروكلمان . وترجم " أو . ريشر " بعض فصوله إلى الألمانية ونشرها . وقام فان فلوتن بإصدار الطبعة الأولى منه في ليدن سنة 1897 م . وتبعه الخانجي فطبعه في القاهرة سنة 1906 م ، مع مقدمة وجيزة عن حياة الجاحظ ، وبدون شرح . ثم توالت الطبعات التي لم تكن أحسن من طبعة الخانجي ، ومعظمها صدر في بيروت . وجميع هذه الطبعات نسبت للجاحظ ولم تبدِ شكها فيه . ولكن المستشرق الفرنسي شارل بيلا لاحظ في القائمة التى وضعها لكتب الجاحظ أن الكتاب متحول ولم يذكر الأسباب التي استند إليها . وإذا لم يكن الكتاب للجاحظ فمن هو صاحبه إذن ؟ ويجيب المحقق بأنه ليس لديه معرفة قاطعة به . ولكن ينبغي أن لا يكون من معاصري الجاحظ ؛ بل من المتأخرين عنه ، من كتاب القرن العاشر الميلادي وما بعده . وإلى هذا فإن كتاب المحاسن والأضداد يخلو من الصالة والجدّة ، ويقتصر عمل صاحبه على تجميع الأقوال والأشعار والأخبار ، والأقوال التي تتعلق بكل باب من أبوابه الستين ، ورواياتها ، دون شرح أو تعليق أو إبداء رأي . فهو إذن من نوع أدب الرواية . وإذا كانت كتب الجاحظ حافلة بمثل هذا الأدب ؛ إلا أن شخصية الجاحظ تبقى حاضرة : تنقد هذا الخبر ، وتعلق على ذاك ، وتفيد من الأقوال التي تسوقها والأشعار التي ترويها لتأييد آرائها الأصيلة ومواقفها المتميزة . ويستغرق موضوع المرأة نصف الكتاب تقريباً ، ويترجم لثلاث نساء حرائر شاعرات هن : الخنساء وليلى الأخيلية وهند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان ، ويروي شيئاً من أشعارهن . ثم يورد أخبار عدة قيان منهن عنان جارية الناطفي وصاحبة أبي نواس ، وعريب جارية المأمون ، ويروي شعر بعض الإعرابيات ، ثم يذكر صفات المرأة الجميلة على لسان أعرابي . وثمة موضوع آخر يستدعي الإنتباه طرقه صاحب الكتاب ؛ هو الغناء وأضداد الشعراء المغنين ، لا يختلف في أسلوبه عن أبي الفرج الأصفهاني ( 897 - 967 م ) في كتابه الأغاني . وتلغى من الكتاب كمية من الأمثال .. هذا ويبقى هذا الكتاب أثراً من صميم الآداب العربية كالبيان والتبيين للجاحظ ، والكامل للمجدد ، والعقد الفريد لإبن عبد ربه . إنه يحشد كمية لا بأس بها من أجمل ما تفوه أبناء العرب في الكتب والمكاتبات والجوابات وحفظ اللسان والمشورة والشكر والصدق والعفو والصداقة والوفاء والكرم والنحل والشجاعة والموعظة والزهد والمرأة والهدايا الخ ... ويترجم لبعض الشعراء ، ويروي كثيراً من أشعارهم ؛ ابتداء بامرئ القيس الجاهلي حتى عبد الله بن المعتز ( 908 ) مروراً بالأخطل ، وكُثير ، وذي الرمّة ، وابي تمام ، وأبي نواس الخ .. ويروي الكثير من أخبار خلفاء الدولة الأموية ، والدولة العباسية وقادتهم .. هذا عدا الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الخلفاء الراشدين الأربعة في مختلف الموضوعات التي عرض لها . لقد حاول صاحب كتاب المحاسن والأضداد أن يقلد الجاحظ فلم يستطع ، وظهر زيفه لأن أسلوبه يختلف كثيراً عن أسلوب الجاحظ ، وتفكيره يتعارض مع تفكير الجاحظ .. فهو يفتقر إلى أصالة الجاحظ وعبقريته الأدبية والفلسفية .... وحسب المحقق أنه أماط اللثام عن هذه المسألة . إقرأ المزيد