تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذه دراسات كتبت في مناسبات مختلفة وأزمان مختلفة، وقد يبدو من تباين المكان وتباعد الزمن أن لا رابطة بينها، ولكن هناك خيوطاً تربطها، بعضها واه قد لا يستبينه القارئ، والبعض الآخر يشدها شداً يمكن أن ندعي انه متين، أولاً: يربط بين هذه المقالات أنها تدور جميعها حول ما اسماه ...الباحث بالانتماء والاغتراب. فمنذ بدايات القرن التاسع عشر والمجتمع السوداني يشهد حركة انتماء تشد أطرافه المتباينة التي جُمعت أشتاتها في بوتقة الكينونة السياسية التي أقيمت بالغزو الأجنبي ومن ذلك التباين كانت تبرز قوى اغتراب تجذب تلك الأطراف بعيداً عن بعضه.
فالدراسة الثانية التي يضمها الكاتب والتي تدور حول الحركة الوطنية في القرن التاسع عشر، تشير إلى أن هناك انتماء بين مختلف القوى الاجتماعية في مقاومتها للحكم الاجنبي، وان تلك المقاومة شكلت أساساً قرّب تلك القوى بعضها لبعض. وظلت عملية بلورة الوعي الاجتماعي تتواصل إبان الثورة المهدية. ثم اتخذت شكلاً أكثر جلاء بعد الغزو الإنجليزي المصري للسودان، فالدراسة الثانية والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة تشكل أجزاءً لنسيج واحد يمكن أن يندرج تحت "تطور الحركة الوطنية السودانية. وأكثر هذه الدراسات وضوحاً حول الاغتراب الدراسة الثالثة والرابعة، فقد عجزت الدولة المهدية من اختراق الحاجز الاجتماعي والثقافي والنفسي الذي يفصل الشمال عن الجنوب، وهذا راجع إلى آفاق الدعوة المحدودة وقصور أدائها وبروز المدن الحديثة تشكل جزرا من الاغتراب في محيط رعوي قبلي. ثانياً: أما من ناحية المنهج، فما يربطها هو منهج البحث التاريخي الذي ينتظمها. وتتناول الدراسة الأولى بعض جوانب ذلك المنهج، في محاولة لتقديم نماذج للدراسات التاريخية السودانية التي تقوم على منهج لا يعالج التاريخ معالجة علمية تخضع الأحداث للنظرة الشمولية وتغوص عميقاً إلى قاعدتها المادية، وقد شملت مختلف الدراسات المنشورة في هذا الكتاب على بعض جوانب هذا المنهج، وتتناول الدراسة الأخيرة رداً على كاتب اختلطت عليه الحقائق اختلاطاً مخلاً. إقرأ المزيد