موسى كاظم نورس ؛ كاتباً وأديباً
(0)    
المرتبة: 40,181
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:"إذا هبت على النفس، رياح الشوق والوجه.. وهاجت ذكريات الأمس من قرب ومن بعد.. فلا تعجب إذا سألت مآقينا على الخدّ.. فان النفس تلتاع بذكرى سالف العهد.. أإخوان الصبا هلا ذكرتم ذلك العهدا.. وهل ذقتم كما ذقنا من الوجه إذا اشتدا.. فما ضوء زمان الوصل لو كان قد امتدا.. ...لقد أخلفنا وعداً وقد أورثنا سهدا.. شباب مثلما طافت على الوسنان أحلام.. وقد مرّ كما مرّت على الأزهار أنسام.. وحالت بعده الدنيا فلا عود ولا جام.. ولا لهو ولا لغو ولا لحن وأنغام.. بأيام الصبا ههنا فيا أيامنا عودي.. ويا أطياف ماضينا لقد أكثرت تسهيدي.. أرى الغيث بعيد النبت غضّاً بعد تجريد.. فما للدهر لا يأتي على المرء بتجديد.. صحونا وقد انجابت عن العين الغشاوات.. وقد خلفنا الركب وفي الدرب متاهات.. وفي النفس من الماضي مآس ولذا ذات.. فلا ينفعنا عزل ولا تنفع آهات.."
أبيات تلامس أوتار الوجدان، ونظم رفيق رقيق يسير عذباً يرضي ولا يضني. هذا هو شعر موسى كاظم نورس، فهو يعلق بالسمع ولا يعاني منه الفهم، تسمو بشفافيته النفس وتنتشي الروح بسحر معانيه. ولم تكن اجادة وإبداعات موسى كاظم نورس تقف عند حدود الشعر، فالذين يعرفونه يذكرون أنه واحد من أعلام نهضة العراق في العصر الحديث، وموسوعة معارف في اللغة والتاريخ والسير والنقد والكتب والآثار الخ.. وهو من الذين لم يتركوا زاوية حتى ولو كانت ضيقة من زوايا المعرفة الإنسانية إلا ولجها وأضاء فيها من ذخيرة اطلاعه ومطالعاته الشيء الكثير، مما يدعو الجميع الى التأمل والتوقف عنه. كان موسى كاظم قارئاً نهماً، وملاحاً ماهراً، في بحار الأدب والإجتماع والشعر والتراث طوال أكثر من نصف قرن من الزمان، وكان في كل ما كتب وترجم وألف فطناً ألمعياً لا تعوزه اللغة ولا يخونه التعبير، أضف الى هذا استعانته في الاطلاع على درر الأعمال الأدبية العالمية بإتقانه لعدة لغات شرقية وأجنبية حية. وهذا الكتاب خير دليل على ذلك وهو الشاهد على ابداعاته، فقد ضمّ مجموعة من المقالات التي هي إما نقد أدبي رصين أو إخوانية عذبة، أو استعراض قيم، أو ردّ على رأي أو تأييد لمنهج أو توجيه لجيل أو رثاء لرفيق أو دمعة على راحل فاضل أو تعقيب على فكرة أو تصحيح لخطأ أو غضبة لحق أو هجمة على باطل أو ترحيب بأديب جليل... الى جانب ذلك ضمّ الكتاب مجموعة قصائد شعرية تعددت أيضاً مواضيعها وتنوعت مشاربها، إلا أنها جميعاً اشتركت في كونها صيغت ونظمت بلغة السهل الممتنع معنىً ومبنىً، جرساً وموسيقى. إقرأ المزيد