تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الموشحات الأندلسية: فن شعري جديد ابتكره العرب خلال وجودهم الطويل في الأندلس (اسبانيا والبرتغال الآن)، بل في أوائل ذلك الوجود الذي دام زهاء ثمانية قرون (92هـ-897هـ).
وقد درس هذا الفن دراسة، يحق للمتتبع الظن بأنها شملت كل جوانبه، وقلبت نواحيه جميعاً، والحق أن هذا الظن يمكن تصديقه لو أن الجانب ...العروضي في الموشحات، وهو أشد جوانبها حساسية وأهمية، قد نال، كما نالت الجوانب الأخرى، قدراً كافياً من الموضوعية من ناحية، ومن الدرس التطبيقي الدقيق، من ناحية ثانية.
ولو تحقق ذلك فعلاً، لأمكن للباحث المدقق، أن يطمئن إلى ما توصلت إليه الدراسات، بهذا الشأن، من النتائج والأفكار، وأن يستند إليها، خدمة لأغراض البحث الناضج.
ولا شك في أن الطريق إلى دراسة عروض الموشحات الأندلسية أمام الباحث، طريق صعب وشائك، ويحتاج قطعه إلى كثير من الصبر، والأناة، فضلاً عن الخبرة والرغبة أولاً وأخيراً.
وعلى الرغم من هذا وذاك، فقد توفر للمؤلف على هذه المهمة "الصعبة"، وبدافع من الرغبة الشديدة، وكان لا بد له من التعرض إلى بعض الآراء والأفكار التي أثبت له البحث أنها غير ذات صواب، أو هي ليست على ما ينبغي من الدقة، فوضعها في ميزان النقد، وحاول تصحيحها والإضافة إليها، على أنه اقتصر على ما لم يستهلكه البحث من القضايا، في الدراسات السابقة.
ثم درس الأوزان والقوافي منفصلين عن بعضهما، وأحاط بما لكل منهما من تفصيلات ودقائق وأنواع خاصة به، محاولاً ألا يدع جانباً دون دراسة، ولا زاوية من غير نظر، حتى إذا استوى لي الدرس فيهما، تعرض إلى الأشكال التوشيحية محاولاً الإحاطة بها أيضاً، ثم إلى ظاهرة المعارضات لما لها من أهمية بالغة في فن التوشيح من حيث ترسيخها لجملة من الأوزان والقوافي على مدى أجيال متتابعة، متطاولة العهد.
وقد اضطر، بسبب المنهج التطبيقي الذي اعتمده، إلى إيراد المرشد الواحد بالنص الكامل أكثر من مرة واحدة، في مواضع مختلفة، ومثله في هذا مثل الكيمياوي الذي يريد تحضير مواد متعددة من مادة واحدة، فهو يستعمل هذه المادة بعدد تلك المواد.
وقد عمد إلى ذلك، عادة، مع الموشحات نادرة المثال، أو تلك التي يستفاد منها لاستخلاص أكثر من قاعدة واحدة، وقد يفعل ذلك لتقريب هذه القواعد من ذهن القارئ، لإمكان المقارنة بيسر وسهولة، ولإقامة الاستنتاج ببساطة ووضوح من خلال النموذج الواحد، وذلك إيفاء بالغرض، وإتماماً للفائدة. إقرأ المزيد