تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:محقق هذا الكتاب هو الدكتور عبد الرزاق عبد الرحمن أسعد السعدي قام بتقديم دراسة عن ابن فلاح اليمني النحوي لنيل درجة الدكتوراه في علوم اللغة (النحو والصرف) من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في كلية اللغة العربية /قسم الدراسات العليا/ فرع اللغة، وكان عنوان الرسالة المقدمة لذلك هو: (ابن ...فلاح النحوي: حياته وآراؤه ومذهبه)، (مع تحقيق الجزء الأول من كتابه الموسوم بالمغني).
وبالعودة لمتن هذا الكتاب (المغني) نجد أن ابن فلاح قد استهل الأسباب التي دفعته إلى تأليف هذا الكتاب والأهداف التي يرمي إليها هذا المؤلف ونجملها في النقاط الآتية:
1-إن علم النحو والصرف من فروض الكفاية فوجب العناية به على مجموعة من الناس، لأنه علم يخدم كتاب الله تعالى، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في فهمهما واستنباط الأحكام العملية منهما فكان تأليف هذا الكتاب واحداً من مفردات الاهتمام بهذا العلم.
3-إن تسمية الكتاب بالمغني إشارة من ابن فلاح إلى أنه أراد أن يضم فيه مجموعة من قواعد علم النحو والصرف تغني الباحث عن ضياع الوقت في الحصول على مسائل هذا العلم في بطون صفحات كثيرة من المجلدات المؤلفة في هذا الفن من العلوم.
أما منهجه في تدوين المغني فلم يكن بقصد شرح متن شرحاً لمتن ولا حاشية على شرح ولا اختصاراً من مطول حتى يكون تابعاً في منهجه لكتاب آخر، وإنما هو كتاب مستقل سلك فيه ابن فلاح منهجاً خاصاً به وأسلوباً متميزاً يظهر من خلال ما يأتي:
تنوعت مناهج الكتاب في علم النحو والصرف من متقدمين ومتأخرين في ترتيب الموضوعات النحوية والصرفية وفي تنظيم الأبواب والفصول، فالناظر في كتاب سيبويه الذي يعد أول مصنف نحوي وصل إلينا يجد في منهجه فرقاً شاسعاً بينه وبين ما بعده من المؤلفات كمفصل الزمخشري وكافية ابن الحاجب ومؤلفات ابن مالك.
وكتاب المغني يعد واحداً من المؤلفات التي كمل فيها ذكر المباحث النحوية والصرفية، وقد رتبه ابن فلاح ترتيباً لا يبعد كثيراً عن ترتيب المفصل والكافية سوى تفاوت بسيط في ترتيب الموضوعات وتقديم وتأخير في بعض الأبواب والفصول.
والناظر في كتاب المغني لابن فلاح يجد فيه مادة علمية غزيرة من المسائل النحوية والصرفية وبعض الاستطرادات التي ترجع إلى علوم أخرى من لغة وأصول فقه وعلم كلام ومنطق وتاريخ وترجمة وما إلى ذلك.
ويأتي ذلك من تناول ابن فلاح أموراً قل من ذكرها من النحويين في مصنفاتهم وربما لا توجد إلا في مطولات الكتب وحواشي الشروح، والأمثلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال أنه حين يذكر علامات لاسم وخواصه يذكر المشهور منها ثم يضيف إليها أموراً لم يذكرها إلا قليل من النحاة فهو يذكر النداء ولام الابتداء وواو الحال، والتثنية والجمع وياء النسب، والتأنيث والتصغير والتكسير والعلمية والإضمار وغيرها.
أما أسلوبه في عرض المادة العلمية فكان أسلوباً علمياً محكماً في الاستيعاب ودقة التعاريف وترتيب الاستشهاد بالنصوص القرآنية ثم بالحديث النبوي الشريف ثم بآثار العرب وأقوالهم المنثورة والمنظومة. وله عناية خاصة بالقراءات السبعية والعشرية وقد يستشهد بالشاذ منها وغالباً ما يؤخر ذكر الشواهد التي تحمل أوجهاً إعرابية متعددة. إقرأ المزيد