تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الزجاجي هو "أبو القاسم بن إسحاق الزجاجي" ولد في مدينة البصرة، وهي بلدة بين ديار الجبل وخوزستان، في سنة لم يعرفها المؤرخون، وقضى صباه بين ربوعها، ثم انتقل إلى بغداد وهي زاخرة بأهل العلم والفضل، ولزم شيخاً من كبار شيوخها هو إبراهيم بن السرى الزجاج، وقرأ عليه النحو، وبكثرة ...ملازمته لهذا الشيخ أطلقت عليه نسبه "الزجاجي".
كما كان في بغداد صاحباً ورفيقاً لأبي على الفارسي، ثم فارق بغداد وانتقل إلى الشام فأقام بها, وكانت آخر رحلة له أنه خرج من ابن الحارث عامل الضياع الإخشيدية، فمات بطبرية، وكانت قصبة الأردن، فمات بها في شهر رمضان سنة 340.
مخلفاً وراءه كماً من المؤلفات التي حفظ التاريخ بعضها، أو بعض أسمائها وهي: الإبدال والمعاقبة والنظائر، الإدكار بالمسائل الفقهية، وأمالي الزجاجي وهو أشهر مؤلفاته، وهو كما سيرى القارئ عبارة عن أمشاج من نصوص القرآن الكريم والحديث النبوية ومختار كلام العرب وحكمائهم وشعرائهم وخطبائهم وأبينائهم، مقرونة بإثارة من فنون النقد والموازنة، وأطراف من غريب اللغة ونادرها، وطوائف من قصص العرب والعجم، وكلام الأعراب في باديتهم، إلى بعض مسائل العربية والتاريخ، فهي كما سترى-من الأمالي الجامعة التي تجمع أسباب الرضا لكل قارئ، ولا تثقل عليه مهما تكن ميوله العلمية والأدبية. وهي كمعظم تراثنا الفكري القديم يعوزها دقة النظام وتكلف الترتيب ولعل هذا هو السر في عدم إضجارها وإملالها.
وكأنما وهب الله هؤلاء القدماء هذه القدرة النفسية الموهوبة، التي يجعلون بها العلم خفيفاً محمله، لا يعيا به معانيه ومزاولة، بل ينتقل بين فنونه في شوق ولهفة لا نجدها حين نزاول تصانيفنا الحديثة. ولما لنصوص الزجاجي هذه من قيمة خاصة فقد اعتنى عبد السلام هارون بتحقيقها و بجمع شتات ما تفرق منها من النسخ التي وصلت إليه، سواءً منها ما ينسب إلى الأمالي الكبرى أو الوسطى أو الصغرى، والتي هي كما يقول المحقق من إعداد تلاميذه. كما وألحق بهذا كله فهارس فنية متعددة جعل بينها فهرساً لمواد اللغة التي فسرها الزجاجي. إقرأ المزيد