تاريخ لبنان وسوريا وفلسطين في عهد الفاطميين
(0)    
المرتبة: 200,819
تاريخ النشر: 01/12/2006
الناشر: منشورات أسمار
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا كتاب عن "الحياة السياسية في بلاد الشام خلال العصر الفاطمي 359-567هـ"، تناول الباحث موضوعه في أربعة أبواب. ومهد لذلك بالتحدث عن امتداد سلطان الفاطميين إلى بلاد الشام، فعرض للأحوال السياسية في تلك البلاد قبيل الفتح الفاطمي، وشرح جهود الفاطميين في فتح دمشق ومحاولاتهم بسط سلطانهم على جميع أرجاء ...الشام. ثم تناول في الباب الأول الحركات المناهضة للنفوذ الفاطمي في بلاد الشام إلى منتصف القرن الخامس الهجري، فوضح الصعوبات التي واجهت الفاطميين في مستهل عهدهم بتلك البلاد من ناحية قرامطة بلاد البحرين وبعض العناصر التركية. وعنى إلى جانب ذلك بالتحدث عن الحركات الاستقلالية التي تزعمها أمراء العرب بالشام، ومحاولات الفاطميين بسط سيادتهم على شمال الشام حيث أقام الحمدانيون دولتهم في حلب، وشرح العوامل التي أدت إلى انهيار سلطة الحمدانيين وما تبع ذلك من امتداد نفوذ الخلافة الفاطمية إلى حلب. ثم تحدث عن بني مرادس ومناوأتهم الفاطميين في شمال الشام، وعرض للأسباب التي عجلت بزوال حكمهم.
وفي الباب الثاني، عني الباحث بدراسة سياسة السلاجقة في بسط سلطانهم على بلاد الشام، ومهد لذلك بالتحديث عن نشأتهم وقيام دولتهم، ثم ركز اهتمامه على توضيح تطلعهم إلى انتزاع هذه البلاد من أيدي الفاطميين وبين كيف تمكنوا من الاستيلاء على أهم حواضر الشام وبعض مدن الساحل السوري. وتتبع جهود الفاطميين في استعادة المدن الرئيسية بالشام، وأشار إلى ضعف السلاجقة في أواخر القرن الخامس الهجري، والخلاف بين نوابهم وما ترتب على ذلك من استعادة الفاطميين لبيت المقدس.
وتناول المؤلف في الباب الثالث دراسة الزحف الصليبي على بلاد الشام، فوضح العوامل التي هيأت للصليبيين السبيل لغزو هذه البلاد، ثم تحدث عن مسيرهم صوب إنطاكية ومحاصرتهم هذه المدينة والظروف التي يسرت لهم الاستيلاء عليها، وتتبع مسير جموعهم نحو بيت المقدس وحصارهم هذه المدينة واضطرار القوات الفاطمية إلى الرحيل عنها مما ترتب عليه استيلاء الصليبين عليها وإقامتهم مملكة بها. كما بحث موقف الفاطميين من استيلاء الصليبين على بيت المقدس، ونوه بحرصهم على استعادتها، واهتم بتوضيح سياسة الصليبيين –بعد أ، استقر حكمهم في بيت المقدس- في بسط سلطانهم على مدن فلسطين. وتحدث عن خطتهم في الاستيلاء على المدن الساحلية بالشام، وعرض لمحاولات الفاطميين للدفاع عن هذه المدن.
ومما يذكر للمؤلف ما بذله في الباب الرابع من جهد في دراسة القوى الإسلامية في بلاد الشام في أواخر العصر الفاطمي، فتحدث عن ضعف هذه القوى منذ اقتسم أملاك السلاجقة بتلك البلاد الأميران رضوان ودقاق، فاستقل الأول بولاية حلب، وانفرد الثاني بدمشق. ونوه بجهادهما ضد الصليبيين. وبين الظروف التي ولى فيها الأتابك طغتكين تدبير أمور دمشق، وتحدث عن سياسته التي تهدف إلى مقاومة الصليبيين، فضلاً عن محاولته التعاون مع أمراء الشام والموصل والجزيرة لصد الخطر الصليبي. وعني بتوضيح سياسة نور الدين محمود بعد ولايته إمارة حلب، فبين أنها كانت تنطوي على تحقيق هدفين أساسيين: هما: ضم دمشق إلى دولته ومناهضته الإمارات الصليبية. وأبرز الباحث جهود نور الدين في إقامة دولة موحدة تشمل إمارتي حلب ودمشق، كما شرح سياسته في مقاومة التوسع الصليبي في بلاد الشام حتى آخر العصر الفاطمي.
ولا شك أن المؤلف بذل جهداً في بحث موضوع متشعب التيارات والحقائق. وقام بهذه الدراسة الجادة في منهج علمي سليم، واستطاع باستقصائه المعلومات التاريخية من المصادر الأصلية وصياغها في أسلوب يتميز بالوضوح، أن يلقي أضواء على أهم نواحي الحياة السياسية في بلاد الشام خلال العصر الفاطمي. إقرأ المزيد