رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام في عهد الخليفة المأمون
(0)    
المرتبة: 14,486
تاريخ النشر: 12/08/2011
الناشر: منشورات أسمار
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لا شك أن المؤمنين تفرق بينهم مسائل عقائدية تؤلف بعضهم على بعض، والتقارب بينهم لا يمكن أن يكون إلا بالوضوح ومواكبة الحق، فلا بد إذاً من دراسة تلك المسائل العقائدية ومناقشتها والبحث عن حلّ لها.
وعليه، ومن أجل ذلك تم نشر هذا الكتاب الذي هو في أصله حوار إسلامي مسيحي ...جرى في عهد الخليفة المأمون (319- 834)، وهو إلى هذا مساهمة بفتح حوار بين المؤمنين، يضم الكتاب رسالتين: رسالة الهاشمي - ورسالة الكندي، أما الهاشمي فهو على ما جاء في المقدمة "رجل من أجلّة الهاشميين من بين العباس، قريب القرابة من الخليفة، معروف بالشك والورع والتمسك بدين الإسلام وشدّة الإغراق فيه والقيام بفرائضه وسنته، مشهور بذلك بين العامة والخاصة واسمه عبد الله بن إسماعيل الهاشمي".
وأما الكندي فهو أجمع عليه الباحثون بأغلبيتهم عبد المسيح بن إسحاق الكندي، ويذكر المحقق بأن رسالة الهاشمي هي أول دعوة تبشيرية إسلامية وصلت، وقد صدرت عن مسلم موقن بأنه على الحق، وهو يستعمل لسان المحبة والعقل، ويأتمر بأمر القرآن الكريم.
والكاتب يعرض الدين الإسلامي بصورة جذابة، مظهراً سعه الروح والتساهل والنزاهة في الدعوة، والإعتدال في مهاجمة النصرانية، فالرسالة موجهة ضد الدين المسيحي؛ ولكن بأسلوب حاذق لبق، ولهجة متزنة لائقة، والكاتب يقصد، برسالته هذه، أن يستحيل القارئ المسيحي، وإليه ذلك: بمقدمة يظهر فيها روح المحبة والأخوة، ومعرفة بالديانة المسيحية وبشرح الدين الإسلامي، السهل المنهج والصحيح الإعتقاد، وبالدعوة إلى نبذ الضلالة والكفر، وإعتناق الإسلام للفوز بالدنيا والآخرة، وبتساهل ينبذ إستعمال القهر والعنف، وبسعة روح وإستعداد للإصفاء إلى شرح عن الدين النصراني.
وإن الكاتب، ومع يقينه بحقيقة الديانة الإسلامية، يصرح بأنه راغب في الإستعلام لمعرفة الحق والإقرار به، فهو يريد الحوار لا المدال، ولذا تبدو رسالته حسنة مثالية، فهي تسير على الطريق التي يجب إتباعها ليكون الحوار مفيداً مثمراً؛ أما رسالة الكندي فهي دفاع عن المسيحية ودحض للإسلام.
فالكاتب يطرح بوضوح المسائل العقادية التي تفصل بين المسيحيين والمسلمين، وهي: عقيدة الثالون الأقدس، وألوهية يسوع المسيح، رسالة محمد ونبوته، والوحي القرآني، والكاتب يبحث في هذه المسائل بصراحة وإستقصاء، ويشرح الأسباب التي تحول دون المسيحيين والإقرار بأن محمداً رسول الله، وأن القرآن الكريم منزل من عند الله عزّ وجلّ... وهو يوضح الهدف الذي يجب تحديده للحوار بين المؤمنين ويقول: "هلمّ تناظرن في ما دعوتنا إليه من الإقرار بنبوّته بأن ذلك حق وواجب، فإن كان حقاً وواجباً، فلا "ينبغي لنا ولا لأحد ذي عقل أن يمتنع أو يمتعض من قبوله، فإنه لا يمتنع عن الإقرار بالحق إلا ظالم معاند وجاهل المعرفة؛ وإن كان غير الحق فلا ينبغي لك أن تقيم على غير الحق، فكيف تدعونا إليه؟ فإنك إذا فعلت ذلك كنت ظالماً لنفسك أولاً، وآثماً، ثم متعدياً على من تدعوه إلى غير الحق".
ورسالة الكندي طويلة مفصلة... واللهجة حادّة وعنيفة وهجومية أحياناً، ولكنها تقرب عن الصداقة التي كانت تصل بين طرفي هذا الحوار الخطّي. إقرأ المزيد