تاريخ النشر: 01/02/2007
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين". وقد قيل: "ربوا بنيكم علموهم هذبوا فتياتكم فالعلم خير قوام". وقيل كذلك: "ليس الجمال بأثواب تزينه إن الجمال جمال الحلق والأدب".
بقدر ما هو شيق ولذيذ، فهو مهم جداً وخطير جداً، ...ذلك هو الخوض في أهم وأخطر مجال من المجالات الاجتماعية في بناء الفرد والمجتمع البناء السليم القويم، فإن الإنسان يولد صفحة ناصعة البياض، مصقولة التركيب، محايدة التشكيلة، لا تشوبه شائبة، فهو بهذا يكون قابلاً للتشكل والانتماء واكتساب ألوان المعارف والسلوك والممارسات.
وإن مرحلة الطفولة هي التي تعطي صورة شخصية الإنسان، وتشكيل ملامحه الخلقية، وقد حرصت الشريعة الإسلامية الحقة على تربية الانحراف وأنواع العقد السلوكية، وشتى الأمراض النفسية الخطيرة والعادات السيئة القبيحة.
وعلى أساس من مبادئها الإنسانية وقيمها الصالحة، فإن بناء شخصية الطفل في الإسلام ما هو في الحقيقة إلا عملية بناء المجتمع الإسلامي، وتمهيد إقامة الحياة والدولة والقانون والحضارة، وفقاً للمبادئ الإسلامية المباركة، وتحقيقاً لسعادة الإنسان، وتحصيناً لمقومات المجتمع، وحفظاً لسلامة البشرية وخيرها.
وإن نجاح الأهداف الإسلامية، وسعادة الفرد، وسلامة المجتمع، تتوقف على سلامة عملية التربية، مما يدعونا لأن نكرس جانباً كبيراً من جهودنا وممارساتنا واهتماماتنا لتربية الطفل وإعداده إعداداً سليماً، ليكون فرداً صالحاً وعضواً نافعاً في المجتمع الإسلامي، وليكون له دور بناء وفعال في الحياة، ويكون مهيئاً للعيش السليم في كنف الإسلام العظيم، منسجماً في واقعه ونزعاته الذاتية مع القانون الإسلامي، ونظم الحياة الإسلامية السائدة في مجتمع الإيمان بالله عز وجل.
والبحث الذي بين يدينا يعالج مسألة التربية الإسلامية التي وضع أسسها لنا الشارع المقدس تبارك وتعالى، كما ورد في قرآنه الكريم، وعلى لسان نبيه الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال سيرته الشريفة، وسيرة أهل بيته الطيبين الطاهرين. إقرأ المزيد