تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: العصر الحديث للنشر
نبذة نيل وفرات:يأتي هذا الكتاب بدراساته الأربع تتميماً أو استكمالاً أو استدراكاً أو جزءاً آخر لكتاب "إبراهيم طوقان: أضواء جديدة" (2004) الذي درس حركية الإبداع الفني وآثاره في حياة إبراهيم وشعره، وظاهرة "المعاودة" النقدية وانعكاساتها في تطوره الفني، وتجليات ذاته الشاعرة وما رافقها من نفوذ تناصي فني متعدد المسارب، كتأثير القرآن ...الكريم ألفاظاً ومعاني وأساليب، وأثر "الشعبية" لغة وأمثالاً وحكماً بما لها جميعاً من أبعاد ودلالات عميقة لا تؤودها بدائلها في اللغة والأدب الفصيحين، وتأثره بلساني مصر الناطقين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم تأثراً كان له معه تجلياته وإشراقاته وصوره الشعرية الخاصة. ناهيك بتتبع امتطائه صهوة فن "الموشح" مصراً، خلافاً للوشاحين القدماء، على الموزون منه الذي احتذى فيه وخالف وجدد، وبالكشف عما ينداح في شعره كافة من بوادر تجديدية حسبه أنها تندرج في بوادر التجديد الفني الأولى في شعرنا المعاصر كالذي في قصيدته "مصرع بلبل" مثلاً.
فأما هذا الكتاب فينتظم، بعد المدخل الذي يذكر تذكيراً حسب بجريدة حياة الشاعر، في قسمين: الأول للدراسات، والآخر للمختارات.
فأما الدراسات، فأربع: الأولى عن نشرة مؤسسة البابطين بالكويت لديوان إبراهيم بعنوان "الأعمال الشعرية الكاملة"، وهي تبحث في محاسنها الكثيرة لا سيما أنها أوفى النشرات -إلى الآن- وأدقها وأفضلها، وتنبه على ما دلف إليها من هنات قليلة بغية استدراكها وتصفية الديوان منها.
وتركز الثانية على موقف الشاعر الناقد في آن من موروثنا الأدبي القديم، لا سيما الشعر الذي كان عاشقاً له وحريصاً عليه وحافظاً لمنتخبات كثيرة من عيونه، وواحداً من الدعاة الكبار للعناية بكنوزه مما أعانه على أن يوظف جياده أدوات فنية طيعة ينداح نفوذها وآثارها في شعره اندياحاً تناصياً بنائياً يتعانق عناقاً حميماً مع ذاته الشاعرة المجلية التي أضافت وتفردت وتفوقت أحياناً، كما يتجلى في تأثره الكبير بشاعره الأثير أبي الطيب المتنبي وبأبي العلاء المعري بنحو قليل جداً وبغيرهما من شعراء العصر العباسي وما سبقه من أعصر. ناهيك بتأثير الغزلين الأمويين والعباسيين الحسيين والعذريين لا سيما العباس بن الأحنف الذي تسمى إبراهيم به واحتفى بشعره وحقق ديوانه الذي لما يبن له أثر.
وكان من البديهي والمنطقي أن تعقد الدراسة الثالثة لموقفه من الشعر العربي المعاصر المتسم بالصدور والحذر ما خلا استثناءات قليلة لشعر بعض التقليديين والرومانسيين والمهجريين ونفر من مجايليه أتباع مذهبه.
وتكشف الدراسة الأخيرة عما كان بين البدوي الملثم (يعقوب العودات) وإبراهيم من آصرة صداقة تمخضت، بعد وفاة الشاعر، عن وفاء صديقه بإرساله خطاب وفاء تأبيني إلى لجنة التأبين في مدينته نابلس بعد أربعين يوماً على وفاته هو الذي ألحقته بالدراسة مباشرة للتوثيق، وبتأليف كتابه "إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته" الذي كان ثالث كتاب مفرد يؤلف عن الشاعر في مماته وأضحى مصدراً من مصادر دراسته.
أما قسم المختارات، فاكتفى باصطفاء عشرين نصاً نماذج لموضوعات شعره المختلفة وقوالبها الفنية وما تدل عليه من خصائص وسمات تشف عن معطيات حقبة الشاعر وواقع الشعر فيها وسعيه الدؤوب إلى الجديد والتجديد. إقرأ المزيد