شعر السميسر الأندلسي (صوت المعارضة) الرؤية والأداة
تاريخ النشر: 01/03/2006
الناشر: العصر الحديث للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:ما زالت الدراسات الأدبية والنقدية التي تستبطن النص الشعري الأندلسي قليلةً؛ إذا ما قورنت بغيره من نصوص الشعر في العصور الأخرى، وربّما أقعد النقاد الذين استنفد جهدَهُم قراءةُ غيره من النصوص وتحليلها، زعمٌ جائرٌ بأن الشعر الأندلسيّ ظلَّ تابعاً يقتات تعبيراً وتصويراً من الشعر الشرقي - وبخاصة العباسيّ؛ اللّهمّ إلاّ ...من الموشحات.
وقد أتاحت القراءة الموضوعيّة للتّراث الأندلسيّ فرصةً ثمينةً للباحث، أن ينقِّب عن كنوز مجهولة في هذا التراث العظيم، تنطق من خلال شعرائه المعروفين والمجهولين عن بكارةٍ في الررؤية والأداة، وقد كشفت عنن هذا من قبل في أطروحتي - التي لمّا تنشر - عن "صورة اللون في الشعر الأندلسي... دراسة دلالية وفنية".
وقد كان من ثمار معايشة النص الشعري الأندلسي وقوفي مع شعراء سكت عنهم مؤرخو الأدب ونقّاده في العصر الأندلسي، وكذلك في العصر الحديث والمعاصر، فلم يعكفوا أمام نصوصهم للنقد والتحليل، وإعتصار ماء شعريّة نصوصهم، وربما كان ذلك منهم لأسباب سياسيّة، أو إجتماعية خلقيّة، كانت الشعرية أول ضحاياها.
من هؤلاء الشعراء الذين أعني، شاعرٌ اشتهر في عصره، بين أبناء أمته الأندلسيّة صوتاً سياسياً معارضاً، بكل ما تحمل الكلمة في عصرنا من مفاهيم وتداعيات، قال كلمته جزيئةً وصريحةً في وجه ملوك الطوائف؛ يتهمهم بالخيانة والتواطؤ مع أعداء الأمّة الأندلسية وهو أبو القاسم خلف بن فرج المعروف بـ"السُّمَيْسِر".
ويأتي السبب لإختيار شعر السميسر هدفاً نقدياً لبحثي؛ أن كتب التراث والمعاصرة التي عرضت لشعره، تناولته تارةً شاعراً هجّاءً، وتارةً أخرى شاعراً فكاهياً ساخراً، دون أن تقف وقوفاً فكريّاً يُذكر عند الخطابين السياسي والفكري الثاويين خلف شعره الهجائي والساخر، من حيث الكشف - رؤيةً - عن فلسفته الخاصة، وبواعثه النفسيّة وراء شعره في الهجّاء السياسي والإجتماعي، ومن حي الشكل: لم تقم بتحليل لنماذج من شعره، وفق آليات وأشكال تكشف عن جماليات بِكرٍ، تسكن مسارب نصّه، يمكن أن تضع شعره تحت مجهر النقد؛ ومن ثمَّ تثمِّن هذه النصوص في ميزان الشعريّة. إقرأ المزيد