الدين والدهماء والدم ؛ العرب واستعصاء الحداثة
(5)    
المرتبة: 20,877
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يرى صقر أبو فخر بأن عصر الطموحات الذي لفّ العالم العربي في أوائل القرن التاسع عشر، وبالتحديد منذ حملة نابليون بونابرت على مصر في سنة 1498، قد أقفل أبوابه في نهاية القرن العشرين من دون أي إنجاز سياسي كبير أو إحراز أي تغيير اجتماعي جذري مؤكداً على أن هذا ...الإحباط الذي يسربل العالم العربي بأسره اليوم، إنما هو ناشئ من الهوة الكبيرة التي ما برحت تتسع، بإطراد بين تقدم العلوم والفنون في الغرب وتخلفها في البلاد العربية، والمثقف العربي غير قادر، في هذا الميدان، على ردم تلك الهوة واجتياز مسيرة الحداثة التي طالما دعا غليها، وانخرط في تيارات سياسية وفكرية في سبيلها.
والمُلام في هذا كله وبرأيه الفقهاء من جهة والحكام العرب من جهة، لذا فهو ومن هذا المنطلق يوجه نقداً لاذعاً لكليهما، إذ يقول بأن الفقهاء والعرب لا يمتلكون باستثناء القليل منهم، أي مقدرة على النظر إلى المستقبل، إنما يرى بأن ديدنهم الوحيد هو النظر إلى الخلف، أو في ما وراء القبور.
وهذا بدوره يريح الحكام الذين فقدوا، منذ زمن بعيد، القدرة على النظر أصلاً، وصاروا لا يمتلكون إلا معاول لحفر قبور الناس. ومن جانب آخر فهو يرى بأن الناس عند الحكام هم مجرد "رعية" استناداً إلى الحكمة التي يصفها بالملوثة وهي: "أن الناس بلا سائس كالغنم بلا راعٍ". متابعاً انتقاده للحكام كما للفقهاء كما للرعية قائلاً أنه وفي اللغة العربية لا تعني كلمة "الرعية" شيئاً إلا الماشية التي ترعى وتمشي على أربع. مستشهداً بأبي بكر الطرطوشي من قناة أيضاً نقدية لما جاء في كتابه "سراج الملوك: "إذا جاء السلطان فعليكم بالصبر وعليه الوزر". وهنا يعلن صقر أبو فخر الخروج عن تلك القواعد متمثلاً بالخوارج بقوله: "منها نحن نعلن أننا على مسلك الخوارج عندما خرجوا، وحينما وجدوا أن القيام على إمام الجور واجب إذا بلغ عدد المنكرين أربعين رجلاً. لذلك لا تحتاج مجتمعاتنا العربية شيوخاً لا يجيدون الخطب الهذيانية، ولا قسيسين ينثرون المواعظ المنفّرة، ولا "مفكرين" يعيدون إنتاج نصوص لا قيمة لهان بل فتية يخرجون في المدن العربية دفاعاً عن حقهم في الحياة، وبحثاً عن الحرية الموؤودة بعدما عاشوا في أقفاص الجسد وسجون الروح". لذا فهو يعلن بأن كتابه هذا إنما هو مرصود لا لذم الدنيا وهي كما يقول حرفة الققهاء؛ بل هو دبجّه لنقد الفقهاء والسلاطين معاً، معلناً انحيازه الصريح، ومنذ البداية، إلى الحياة والحرية، وإلى المكافحين ضد العسف والاستبداد والقمع، وإلى المناضلين في سبيل الديموقراطية والعلمانية، وإلى الثقافة النقدية المتمردة، التي يرى بأن أنينها بات هو الشاهد الوحيد على بقائها.نبذة الناشر:من البديهي القول إنّ العلم واللاهوت لا يمكن أن يلتقيا في الكثير من المسائل الاخفية الشائكة، كقصة الخلق والتكوين على سبيل المثال، وهي قصة تأسيسية في الإيمان الديني. أما ارتياد الكون واكتشاف مجاهيله ومعرفة قوانينه فمن المحال الوصول إلى نتائج برهانية في هذه الميادين استناداً إلى اللاهوت وإلى نصوص الفقهاء وفتاوى المتأخّرين والسابقين؛ وفي هذا الحقل تقف الأصوليات الحديثة والسلفيّات المستحدثة ضدّ العلم والحداثة وروح التنوير وأفكار الإصلاح.
كانت غاية التنوير في القرن الثامن عشر، الذي يقضّ مضاجع السلفيات والأصوليات في القرن الحادي والعشرين، هي تحرير الإنسان من سطوة رجال الدين وسلاسلهم، وتحرير العقل من كابوس اللاهوت وقيوده، وبهذا المعنى فإن التنوير في العالم العربي اليوم يعني انتصار العلم على الغيبيات، وانتصار العقلانية على الخرافة، وانتصار الديمقراطية على الخلافة، أي أن مشروعية السلطة ما عادت تأتي من الله بل من الشعب.
وهذا الكتاب مرصود لا لذمّ الدنيا، وهي حرفة الفقهاء، بل لنقد الفقهاء والسلاطين معاً، وهو يعلن انحيازه إلى الحياة والحرية وإلى الثقافة النقدية المتمّردة، هذه الثقافة التي بات أنينها اليوم هو الشاهد الوحيد على بقائها. إقرأ المزيد