يوميات خليل السكاكيني: يوميات، رسائل، تأملات - الكتاب السادس
(5)    
المرتبة: 70,656
تاريخ النشر: 01/12/2006
الناشر: مركز خليل السكاكيني الثقافي
نبذة نيل وفرات:لم يثر نشر يوميات السكاكيني ما كان متوقعاً من نقاش وجدال، ربما لأن النشر حصل في لحظات غير ملائمة، لحظات صعبة وقاسية على الحياة الثقافية والعامة في فلسطين. ولعل زمناً سيمضي قبل أن نستثمر، بحق، الثروة الضخمة التي تركها لنا خليل السكاكيني: يومياته ورسائله الى إبنه سري، التي هي ...جزء أصيل من اليوميات. ويمكن القول، من دون مبالغة، أن من الصعب فهم النصف الأول من القرن العشرين، أي هذه الفترة العاصفة من تاريخ فلسطين، من دون الرجوع الى هذه اليوميات، والى ما حملته من ملاحظات ثقافية واجتماعية وتعليمية وسياسية. بل لعل من الصعب أن نفهم الانتقال من القرن التاسع عشر الى القرن العشرين من دون هذه اليوميات. فالسكاكيني، بلغته ونمط حياته وأحلامه، كان ثمرة الطموح التحديثي لفلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر. لقد اعتصر كل طاقة النصف الثاني من هذا القرن، ثم سكبها في الثلث الأول من القرن العشرين.
تهيمن على هذا الجزء من اليوميات، الذي يأخذ شكل رسائل من السكاكيني الى ولده سريّ، قضية بناء بيت السكاكيني، لكن على خلفية الأحداث التي كانت تقود الى ثورة 1936. فانطلاقاً من التحسن المالي لظروف السكاكيني، الذي أسهم فيه بقوة نجاح كتابه للقراءة (الجديد)، رأت عائلة السكاكيني أنه آن الأوان كي تبني بيتها المستقل الخاص. يقول السكاكيني في رسالة لولده: "فأنت ترى يا سري أن أحوالنا في تحسّن مستمر والحمد لله، ولذلك لا بد أن نشرع في البناء في القريب العاجل. لا أحب أن أرحل أنا أو ترحل أمك عن هذه الدنيا بعد عمر طويل، قبل أن نبني بيتاً نسكن فيه".
ويحس القارئ في البدء أن ثمة تعاكساً بين التحسن المستمر لظروف السكاكيني، الذي يجعل بناء البيت هدفه، والتفاؤل الذي يرتبط به، وبين حركة البلد التي تتجه نحو الإنفجار. لكنه سرعان ما يكتشف أن بيت السكاكيني الخاص يتحول، بالتدريج، الى رمز لفلسطين وأحلامها، والى رمز لأحلام النخبة الثقافية الجديدة فيها. فحلم عائلة السكاكيني في بناء بيتها الخاص إنما هو حلم فلسطين ذاتها في أن تجد لها مكاناً تحت الشمس. يكتب السكاكيني في عام 1935 لإبنه سريّ: "أما البيت فنحن جادون في أمره لا هازلون... وإذا رأيت أن توافينا باقتراحاتك الجديدة والشروط التي يجب أن نستوفيها في البناء فعلت وهمتك عالية". إقرأ المزيد