تاريخ النشر: 19/07/2019
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:أحسست وكأنّه أعطاني عينه، عيناً ثالثة للبكاء، أعطاني عينه الوحيدة وصار أعمى، احتضنت الكاميرا وبكيت وبكيت، ومضى هو يتحسّس الطريق ويتعثّر بالجثث دون أن أعرف حتّى اسمه.
في أوقات السلم ينام الميت وحيداً محاطاً بأناس كثيرين يبكون، في المجازر ينام ميّتون كثيرون، يقف بينهم حيٌّ وحيدٌ باكياً، يحتاج إلى عين ثالثة ...ورابعة وخامسةٍ لكي يبكي على الجميع، لقد خبرت ذلك جيّداً.
غريب أمر الإنسان؛ هناك من يعطيك عينه الوحيدة، وهناك من يأخذ أرواح عائلتك كلّها.
في الصورة تظهر الجثث جميعها خلفي، لكنّ الكاميرا غبيّة، غبيّة، كان أجمل ما في أمّي رائحتها، لكنّها صارت مريعةً بعد تلك الليلة، عندما تموت الأمّ تموت رائحتها، تصبح فطسة!... هذا مريع، مريع، ولا ترصده الكاميرا، لقد خبرت ذلك جيّداً.
كانت تلك أوّل صورةٍ جماعيّة تلتقط للعائلة على ما أظنّ، وآخر صورة، لاشكّ في ذلك، صورة ملوّنة.
احتفظت خالتي بالصورة في صندوق في مكان عالٍ، لأنّني حاولت تمزيقها، أو على الأقل كشط الذبابة من تحت غرّتي، كانت الذبابة تضايقني: استغبت خالتي وقالت إنّها لا ترى أيّ ذباب مع أنّ الذبابة واضحة تماماً، قالت إنّ الناس عندما يتعرّضون لتجارب صعبة قد يرون أشياء غير موجودة، وأنا أقول إنّ الناس قد يكفّون عن رؤية أشياء موجودة عندما يتعرّضون لتجارب صعبة، لقد خبرت ذلك جيّداً. إقرأ المزيد