يوميات خليل السكاكيني: يوميات، رسائل، تأملات - الكتاب الثاني
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مركز خليل السكاكيني الثقافي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يغطي هذا المجلّد الثاني من يوميات خليل السكاكيني السنوات الأخيرة للعهد العثماني في المشرق العربي قبل افول نجم هذا الحكم الذي امتد على أربعة قرون ونيف (1516-1918). ورغم طول مدة هذا العهد وأهميته، قليلة هي الدراسات التاريخية التي نشرت باللغة العربية عن تاريخ فلسطين خلال الفترة العثمانية. وهذا القليل ...المتوفر في المكتبة العربية هو عادة دراسات جامعية وأبحاث أكاديمية تصل الى عدد محدود ومتخصص من القراء والباحثين. أما الأغلبية الساحقة من الناس فيبنون رأيهم وموقفهم من العهد العثماني على أساس بعض حكايات التاريخ الشفوي عن أيام "السفر برلك" واستبداد السلطان عبد الحميد وما الى ذلك. وأما الكتب المتداولة عن تاريخ فلسطين الحديث فتكتفي بإشارات عابرة الى أواخر العهد العثماني أو "الحكم التركي ومظالمه" قبل الانتقال الى الصهيونية، والمقاومة الفلسطينية لها. ومعظم الكتابات التاريخية التي تتطرق لأواخر العهد العثماني مليء بالتعميمات النمطية التي تدمغ ذلك العهد بقرونه الأربع بصفات الاستبداد والقمع والفساد والاضطهاد. كما يتم وصف الحكم العثماني وإدارته على مدى الأجيال بالتأخر والانحطاط ويغيب دور السكان العرب في الحكم والاقتصاد والثقافة وكافة جوانب الحياة وأنشطتها. وبالعودة لمتن هذه الصفحات نجدها تنقل لنا صفحات من يوميات خليل السكاكيني نبض الحياة كما عاشها المؤلف في السنوات الأربع الأخيرة للحكم العثماني (1914-1918). وتجدر الإشارة الى أنه رغم ازدياد عدد خريجي المدارس الحديثة وتوسع حرية التعبير والنشر بعد العام 1908 فإن عدداً قليلاً من المثقفين ترك لنا تسجيلاً صادقاً وشاملاً لأبرز أحداث ذلك العهد.
تتميز اليوميات عن المذكرات وكذلك السيرة الذاتية بأنها تقدم صوراً يومية من الواقع الخاص والعام كما يراها ويعانيها الكاتب ساعة الحدث. أما المذكرات فتفصلها عن الحدث فجوة طويلة من الزمن تجعل كاتبها يحاول استعادة صور الماضي من الذاكرة التي يمحو فيها مرور الوقت صفحات وفقرات من كتاب الأيام. كما أن الكاتب الذي يقرر تسجيل مذكراته أو نشر سيرته الذاتية يقوم عن قصد أحياناً وعن غير قصد أحياناً أخرى بانتقاء بعض من صور الماضي يعتقد أنها تليق بالمقام وتتناسب مع روح العصر الذي يعيشه ومع متطلباته. أما اليوميات فهي الى حدّ كبير تصوير معاصر لما يجري بدون رتوش أو مكياج. فاليوميات إذاً هي أشبه بلقطات فيلم وثائقي التقطت صوره يوماً بعد يوم. أما المذكرات والسيرة الذاتية فهي عمل فني يقوم بطل القصة وكاتبها بإنتاج فيلم روائي تاريخي عن شخصه وحياته وأعماله.
وتمتاز يوميات السكاكيني بأن كاتبها كان من صغره مثقفاً راقياً ووطنياً ملتزماً، لكنه في نفس الوقت ناقداً لمجتمعه وبيئته. فهو ينقل لنا صوراً عن حياته وأحداث موطنه، القدس، دون تحرير أو مونتاج. وهو بعكس رجال السياسة والمتزعمين لا يركز فقط على دوره في الحيز العام لتبرير أعماله وتفخيم أثره وطمس نواقصه وهفواته. السكاكيني سنوات الحرب العالمية الأولى مثقف ملتزم يركض وراء لقمة العيش ويصوّر لنا الأحداث من موقعه الإجتماعي المتواضع وليس من منظار علية القوم الذين يقاسمون رجال الدولة مناعم سدة الحكم وثرواته. وصاحب اليوميات صادق مع نفسه وقرائه، يسجل لحظات ضعفه وقوته وساعات فرحه وحزنه مع أفراد عائلته وتلاميذه وأصدقائه. ورغم أن السكاكيني كان واعياً الى أن تسجيلاته اليومية تكتب للنشر وليس لحفظها في خزانة العائلة فقط فإن استقامته وأمانته المعروفة في أقواله وأعماله جعلت هذا السجل توثيقاً صادقاً لحياته الشخصية والعائلية من جهة ولبيئته ومجتمعه من جهة أخرى. إقرأ المزيد