الوثائق السياسية والإدارية للعصر المملوكي
(0)    
المرتبة: 155,797
تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: الشركة المتحدة للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ازدهرت الحضارة الإسلامية مدة طويلة نافت على القرون الخمسة، وانتشرت وتأصلت في بقعة واسعة من الأرض هي دار الإسلام من حدود الصين والهند شرقاً إلى إسبانيا غرباً. وتجاوز إشعاعها حدودها هذه حتى وصل إلى قلب أوربا، وكان لها دور أساسي وكبير في نهضة أوروبا في العصور الحديثة. غير أن ...هذه الحضارة تعرضت لتحديات كبرى ولهزات عنيفة أتتها خاصة في القرن السابع الهجري من الشرق وتمثل ذلك في الغزو المغولي للعالم الإسلامي، ذلك الغزو الذي دمر الحضارة الإسلامية في مساحات شاسعة من الأرض تمتد من حدود الصين والهند حتى العراق وحتى بلاد الشام. ولقد أزال المغول معظم معالم الحضارة في البلاد التي تعرضت لغزوهم واحتلالهم وقتلوا قسماً كبيراً من السكان ودمروا كثيراً من مظاهر العمران. ولقد تقهقرت أمامهم الحضارة الإسلامية حتى اضطرت للالتجاء إلى مصر وبلاد الشام.
وعليه فإن بقايا الحضارة الإسلامية وجدت ملجأ لها في بلاد الشام ومصر فترة تنوف على القرنين والنصف، وأن المماليك الذين تمكنوا أن يقفوا في وجه الغزو المغولي وأن يحولوا المد المغولي إلى جزر، أنقذوا بقايا الحضارة الإسلامية ومركزوها في دولتهم التي امتدت أكثر من قرنين ونصف (658-922هـ).
إلا أن غزو تيمورلنك لبلاد الشام (أواخر القرن الرابع عشر ميلادي) يعتبر فترة انتقال بين عهدين: عهد القوة وعهد الضعف في دولة المماليك، وعهد الحضارة والعلم والتقدم، وعهد التقهقر والانحطاط والجمود في الحضارة الإسلامية. ذلك أن أغلب الملوك الذين أتوا بعد هذه الفترة جهلة أغبياء، أشبه بقطاع الطرق، أهملوا شؤون الشعب وأهملوا التجارة والزراعة وتسلط الجيش على الشعب، وانتشر الاقطاع وتضاءل عدد السكان وسادت الأمية وعدم المؤلفون الجيدون. وإذا وجد منهم ندرة فهم يكتبون باللغة العامية ويركزون اهتمامهم بالأمور التافهة المحلية التي تعكس الاهتمامات المباشرة للحكام الجهلة القتلة، ولذلك تدهورت أحوال البلاد في جميع الحقول العسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية، باستثناء فن العمارة الذي ازدهر آنذاك.
وإذا نظرنا إلى عدد الوثائق العائدة لكل من العهدين المتباينين من عهود دولة المماليك وجدنا فيضاً من الوثائق من العهد الأول، على حين أن عدد الوثائق العائدة للعهد الثاني قليلة كل القلة، هزيلة كل الهزال، وآخر سلطان مملوكي صدرت عنه وثيقة، ولذلك فهناك فترة تزيد على نصف القرن تعتبر من وجهة نظر الوثائق قاحلة.
وبناءً عليه، يتألف هذا الكتاب الذي بين أيدينا من قسمين متكافئين: القسم الأول: دراسة تمهيدية موجزة للعهد المملوكي كما تبدو من خلال الوثائق والقسم الثاني: الوثائق نفسها مرتبة حسب الموضوعات، وقد مهد المؤلف لأغلب الوثائق بفقرة قصيرة توضح مناسبتها، وختمها بذلك المصدر الذي يحوي هذه الوثيقة مع اسم المؤلف والجزء والصفحة. إقرأ المزيد