تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: الشركة المتحدة للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"... أي وحشي... إنني أعرف براعتك في إستعمال الحربة، إن رميتك يا وحشي لا تخيب... أهل مكة يعرفون بطولتك وبأسك منذ زمن بعيد... ولقد أدركت فيك هذه المواهب، وكنت أراك جديراً بكل تقدير وحب... وأوراك أيضاً جديراً بأن تنعم بالحرية... أن تكون سيد نفسك يا وحشي... عند ذاك تستطيع ...أن تعود إلى الحبشة بلادك... أو تبقى في مكة حراً... لكن لكل شيء ثمن يا "وحشي" وعندما تدفع الثمن غالياً، فسيصبح ما تحصل عليه أغلى وأقيم... أنت تعلم أن رجال محمد قد قتلوا عمي "طعيمة بن عدي" في معركة بدر... قتله حمزة عم الرسول... والله يا وحشي لئن قتلت حمزة لأهبنك الحرية، وأغدقن عليك ما يؤمن مستقبلك وبعد أيام نخرج للقاء محمد لنرى ما أنت فاعل... إنها فرصة العمر يا وحشي... فماذا أنت قائل؟؟".
من هذا الإستهلال نطلُّ على رواية (قاتل حمزة) للروائي المصري نجيب الكيلاني يتناول فيها شخصية "وحشي بن حرب" وقصة إسلامه وما قبل إسلامه، حينما يعرض عليه مولاه "جبير بن مطعم" الحرية مقابل قتل حمزة سيد الشهداء رضي الله عنه.
ففي الرواية رصدٌ للحظة التاريخية (الحدث) وسرد للمأساة، وتجليل لشخصية وحشي والتطور الذي طرأ على تلك الشخصية التي تحول فيها بطل الرواية من قاتل مأجور إلى مجاهد في سبيل الله تعالى وسبيل قضبة يؤمن بها إيماناً تاماً هي (الإسلام) فيصبح حمزة كما تصوره الرواية في جنان الخلد حراً "الحمد لله الذي كتب لي الشهادة وأماتني على الإسلام وارتسمت على ثغره إبتسامة خالدة، لم يستطيع الموت أن يطفئ نورها القدسي"... وهكذا لفظ وحشي أنفاسه الأخيرة...
بهذا الخطاب يقدم نجيب الكيلاني شخصية (قاتل حمزة) ويرصد مرحلة تاريخية هامة كان لها تأثيرها على مسار الدعوة وبهذا يغدو عنوان الرواية مناسباً للمضمون، وتوازي حركة النص حركة الحدث الروائي ومصدره التاريخي. إقرأ المزيد