تاريخ النشر: 01/07/2005
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"... وخلف الشارع الذي كانت تقف فيه السيارة، لاحت لي الحافلات وسيارات السرفيس، وانبسط المشهد المألوف، فعرفت دون أن يقول لي أحد أنه (الساحة الهاشمية). حدقت في ساعتي، ابتسمت، لم يزل أمامي الكثير من الوقت، وانبسطت أساريري. تقدمت من الرجل الواقف خلف الطاولة، عرفته، عرفته تماماً، إلى درجة أنني ...ارتبكت، وقبل أن يقول لي: تفضلن وجدت نسي منقاداً نحوه، بفرح عظيم. تفضل، قالها برقة بالغة، لا تشبه الطريقة التي قالها بها لرجل السيارة السوداء. تأملني، وسألني بلطف: كأنني أراك هنا للمرة الأولى، أم أنني غلطان؟ فلم أعرف بماذا أجيبه. فصمتّ. فقال لي: شخص مثالي، وذكي. لقد رأيناك منذ غادرت البيت، وأدركنا حجم لهفتك للوصول قبل الجميع، ممتاز. ثم راح يخلع قفازه بهدوء، دون أن يوقف تأمله لي بإعجاب أحرجني. اقترب قليلاً، اقترب مع انحناءة مناسبة... تلقيت صفعة. وقبل أن أعدّل قامتي، ربت على كتفي. قلة هم أولئك الذين أصفعهم مباشرة دون استخدام القفاز، هل تدرك معنى ذلك؟ هززت رأسي بانفعال. ممتاز: قال لي. وخرجت. قبل أن أصل الصحيفة فكرت بكل الذي حدث أمس. توصلت في النهاية إلى حل... إذا قاموا بفتح الموضوع، فسأروي لهم تفاصيل ما حدث، أما إذا لم يحدثوا فيه، فلن أتحدث. ولم يتحدثوا... قلت: لعلهم لا يزالون تحت وقع الصدمة. وقلت: أمامهم من الأيام ما يكفي لكي يتذكروا، وعلى أقل من مهلهم. في المساء، حين عدت من العمل، توقعت أم أمرّ في المراحل نفسها التي مررت بها صباحاً، لكن توقفي ذهب أدراج الرياح، لأن المبنى كله اختفى. وصلت البيت بسهولة غريبة، بل غير معهودة أبداً، شاهدت بانشراح شديد نشرة الأخبار ثم المسلسل العربي، ونمت مبكراً في محاولة لترتيب لقاء مع الفتاة الجميلة جداً جداً. صحوت.. فتحت الباب.. تأملت طيور الفرّي فأحسست بأنها تملأ عليّ البيت صبوراً. خرجت.. كان الطابور مكتملاً.. وكما حدث في اليوم السابق.. تجاوزت الجميع، ووصلت إلى الطاولة قبل أن يبدأ الرجل خلف الطاولة عمله قبلي. انتهيت. لا.. ابتدأت..".
ضمن منولوج داخلي ممتع بلغته الساخرة يمضي الروائي عبر بطله سعيد حارس الدينة الضائعة بتصوير تلك المدينة الضائعة التي تمثل رمز المدن العربية الضائعة، يروي الكاتب حكاية ذات، حكاية أسرة، حكاية مجتمع، يصور من خلالها فجيعة الإنسان بنفسه وبما حوله، وبرغم من طابع الرواية المحلي، إلا أنه وبالنظر إلى ما يحيل إليه السرد فيه نموذج لإنسان العصر.نبذة الناشر:يضمّ هذا الكتاب مقالات ثقافيّة نشر بعضها في زاوية (مرافئ) ضمن الملحق الثقافيّ لجريدة الدستور الأردنيّة، ونشر بعضها الآخر في زاوية (تلويحات) ضمن الملحق الثقافيّ لجريدة الرأي الأردنيّة.
إنّها مقالات في الثقافة والشعر والسياسة والحياة، وقد أعاد الكاتب إنتاجها وتنخيلها بما يلائم زمناً آخر مختلفاً عن الزمن الّذي كتبت فيه.
إنّ الماضي ليس هو "الّذي ينتج مستقبل الكاتب، الماضي لا يقدّم سوى المادّة الخام الّتي قد تتسبب في ولادة المستقبل، مثلما قد تتسبب في إجهاضه، إنّ المستقبل - وليس الماضي هو الّذي ينتج المستقبل في الحقيقة، ولذا على الكاتب أن يقف في (مستقبل ماضيه) يوماً ما، وأن يسمح لنفسه بــ (ابتكار) ماضٍ منخَّلٍ يصلح لأن يُستنَبتَ منه مستقبل معافى". إقرأ المزيد