الجذور التوراتية للعنصرية الصهيونية
(0)    
المرتبة: 328,155
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:يكشف الكتاب عن الجذور التوارتية للعنصرية الصهيونية. ومن المهم القول بأن العهد القديم أو التوراة المعتمدة في هذا البحث هي التي ألفها الحاخامات أبان الألف الأولى ق.م. ولا علاقة لها بالكتاب المنزل، وهي النسخة الصادرة عن دار الكتاب المقدس في العالم العربي المترجمة عن اللغات الأصلية: العبرانية والكلدانية واليونانية ...(طبعة كوريا). ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن الشخصيات التي يرد ذكرها في هذا البحث هي كما تصورتها خيلة أو بالأحرى عقلية أولئك الحاخامات الذين وضعوا الترواة بعد مرور قرون عدة تقارب الستمائة عام او أكثر، على الأحداث التي وقعت، أو تلك التي تصوروا أنها قد وقعت؛ ولا علاقة لها بالشخصيات التاريخية المعروفة سواء من ناحية قناعاتها الإيمانية وما كانت تلتزم به من قيم نبيلة بعيدة كلياً عما يرد بتصويره في الترواة، أم من ناحية المسلكيات اللاأخلاقية المتخيلة والبعيدة كلياً عما تلتزم به تلك الشخصيات من مثل ومبادئ إنسانية، وهو ما حدا بأولئك الحاخامت إلى أن ينسبوا بني إسرائيل لتلك الشخصيات. أن مما لا شك فيه أن أولئك الحاخامات كانوا يجهلون من الكثير عن الوقائع والأحداث التي دونوها والتي ربما وصلت إليهم بعد مئات السنين من وقوعها بشكل أجزاء متشظية من حكايات وقصص متناثرة، فجمعوها وأضافوا ما كان ناقصاً طبقاً لتصوراتهم ليصنعوا منها حكايات متكاملة.
كما أنهم كانوا يجهلون الكثير من الحقائق الجغرافية وتأريخية الأحداث التي خيل لهم أنهم قد أرخوا لها. فالزمن التوراتي يختزل احياناً حتى بلغ درجة الصفر... وقد يتمدد أحياناً أخرى ليغطي بضع مئات من السنين... حتى بالنسبة لأعمار الأشخاص الذين يجهلون حتى أسماء بعضهم. وكما أكدت التنقيبات الآثارية القديمة منها والحديثة أن الكثير من الروايات التوراتية مستمد من آداب وأساطير ما بين الرافدين ووادي النيل وما أبدعه الكنعانيون. وإن ما يمكن تأكيده الآن أن الحاخامات كتبة العهد القديم قد كتبوا التوراة بالشكل الذي يرضي رغباتهم المرضية وأمانيهم المعطلة ليؤسسوا الايديولوجية دينية-عرقية-سياسية تستهدف تحقيق مطامعهم الإقليمية، والتاسيس لاهوتياً لما كانوا ينظنون أنه الأساس الشرعي للاستيلاء على أرض الآخرين، مستمدين ذلك من نصوص أسطورية كان ينظر إليها في تلك العصور الغابرة على أنها حقائق، وحقوق أقرتها الآلهة لعابديها.< p>إن الاهتمام بهذه التوراة والاعتماد عليها يأتي من حقيقة أنها تعد من جانب اليهود، برغم تجاوزاتها اللاأخلاقية واللاإنسانية، كتاباً مقدساً ينبغي ان يطاع ويطبق. حتى الصهاينة الذين أعلنوا منذ البداية أنهم علمانيون، يلتزمون ببعض ما يرد فيها التزاماً كلياً نظراً إلى أنه يشكل الأساس لفلسفتهم العرقية وأطماعهم الإقليمية، التي لا يقوم لها قائمةن إن هم تخلوا عن التوراة كلياً، بالرغم من حقيقة أنه ليس هناك من أحد يمكن أن لا يصدق ما يزعمون، هم أو من تبنى الدعوة لتوطين اليهود في فلسطين، من الساسة الغربيين، لا يزيد عن كون مجرد أساطير أفرزها العقل الميثولوجي. إقرأ المزيد